في مقطع ملهم لأحد رواد الأعمال المؤثرين تحدث قبل كم يوم عن أهمية إنجاز العمل بهدوء وبدون إحداث ضجيج لا داعي له، الذي بدوره قد يشتت الانتباه ويقلل من التركيز على العمل، والذي من المفترض إنجازه بشكل فعال وسريع. أخذت أفكر في عمق هذا المعنى في عالم الأعمال، الذي يبدو جلياً حين نشاهد رجال أعمال ناجحين كان أحد أهم أسباب نجاحهم هو العمل بتركيز عالٍ ومن غير الانشغال بمغريات الاجتماعات عديمة الجدوى والحملات التسويقية الفارغة. وأعتقد أن كلنا يعرف ذلك التاجر، الذي بدأ مشروعه ثم غاب عن الأنظار ليعود بعد خمس أو ست سنوات وفي جعبته مشاريع ضخمة ما شاء الله، ونندهش حين نعلم أنه لم يشترك لا في حملات تسويقية ولا إعلانات سطحية، بل ركز جهده على تطوير العمل بكل هدوء وتركيز ومن غير زيادة كلام ولا تشدق وفرد عضلات أمام الناس والإعلام وبشكل أعتقد أنه ومن خبرتي لا يعزز الثقة بقدر ما يذيع السيط بغض النظر عن قوة وجودة لب العمل عنده. وهنا زبدة المقال، دع أعمالك تتحدث عنك واعمل أنت بصمت وإتقان شديد حتى لا تضيع جهودك نتيجة الانشغال برأي الناس حين تحدثهم عن أحلامك وطموحاتك، فيشككون في قدرتك ويمتصون من طاقتك، التي تحتاج إليها لإنجاز اكبر وأجمل.