عذاري عين تكلم عنها الرحالة عبر التاريخ وذكرها المؤرخون على أنها أشهر العيون في البحرين من حيث قوة اندفاع الماء من ينبوعها القوي حيث كانت المياه تصل إلى القرى البعيدة عن قرية عذاري موطن العين ذاتها. لهذا كانت عين عذاري بالفعل أسطورة ذكرها العديد من الرحالة من قبل 800 سنة وذكرت في عدة نقوشات عثر عليها كلها تروي لنا حكاية العين الأسطورة ذات السيط الواسع، لهذا كانت مضرب المثل على لسان سكان الخليج العربي فيقال "عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب"، وقد اشتهرت أكثر لكونها في الوقت الذي لا تسقي النخيل القريبة منها ، فإن مياهها تسقي نخيلاً تتجاوزها بأميال وذلك على غير العادة ، ويضرب هذا المثل غالباً في من يبخل ويقتر على المقربين منه ، في الوقت الذي يفيض بجوده على البعيدين عنه ، وهو تماماً ما حدث ولا زال يحدث في الشركات العربية وخاصة السعودية منها ، إذ تفيض إدارة تلك الشركات بالمميزات والحوافز على غير السعوديين وتبخل بأقل المميزات بل وتسعى جاهدة للحد من أي ميزة أو حافز أو بدل يصرف لموظف سعودي ، حتى الفكرة متى ما جاء بها سعودي فهي فكرة محدودة ولا نفع منها فمن الأفضل لذلك السعودي الانشغال بالعمل الموكل له وترك التفكير في تطوير وتحسين الأعمال لمن هم أهل له "إدارة بعقول أجنبية" مما يدفع بالشاب السعودي لنقل فكرته للأجنبي ليقوم بعرضها على الإدارة بشيء من التجميل والتضخيم ليتم اعتمادها على أنها فكرة عظيمة نابعة من عقل فذ يفكر بعقلية بعيدة المدى ، هذه ما يجعل الشاب السعودي يمنح عقله إجازة مفتوحة ، فيصبح كآلة لا إنسان فمهما فعل لن ينال غير راتب وقليل من فتات الأرباح الضخمة التي تتحصل على الشركة نتيجة جهده وجهد زملائه السعوديين وذلك لتنشيط تروس عضلاتهم لتحقيق مزيد من الأرباح ، أما الموظف غير السعودي فرغم محدودية الجهد الذي قدمه خلال العام فسوف يحصل على مزيد من المميزات وكثير من المكافآت. فكر المسئولين في إدارة الشركات السعودية فكر محدود هدفه المظهر وفرض العضلات على حساب الموظف السعودي ، ففي المؤتمرات واللقاءات العامة وعبر الصحف يتشدق كل واحد منهم بالسعودة وتشجيع الشباب السعودي وعلى أرض الواقع يخشى كلا منهم منافسة السعودي من أول لحظات عمله بالشركة وكأنه عدو لا مواطن ، أما الموظف غير السعودي فهو موظف لا خوف منه حيث يمكن الاستغناء عن خدماته في أي لحظة ، وكذلك يمكن جعله الواجهة التي من خلالها تنفيذ الأوامر والتعليمات التي ليست في صالح الموظف السعودي دوماً فمن هنا لا ضرر من منحه المميزات العديدة وتعظيم أعماله. مع مرور الزمن جفت عين عذاري فهل يجف زحف هذه العقول المعادية للمواطن. المهندس/عبدالله عمر العمودي عضو الهئية السعودية للمهندسين