بدأت في القاهرة اليوم أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي ينضمه الأزهر بمركز الأزهر للمؤتمرات على مدى يومين بمشاركة وفود من 86 دولة من بينها المملكة العربية السعودية برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي. ويرأس وفد المملكة العربية السعودية في أعمال المؤتمر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ. وأكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية أن المؤتمر ينعقد في ظل ما تشهده قضية فلسطين وخاصة ما آلت إليه مؤخرا من تعقيدات السياسات الجائرة والقرارات غير المسئولة، داعيا لكل القادة العرب والمسلمين وشرفاء العالم بالسداد والقوة والعزم والصلابة التي لا تلين إلا بالحق والعدل وإنصاف المستضعفين. وشدد شيخ الأزهر على أن الزوال هو مصير المعتدين وأن كل قوة متسلطة محكوم عليها بالانحطاط، مبينا ضرورة امتلاك القوة التي ترعب العدوان وتجعله يفكر ألف مرة قبل أن يمارس طغيانه واستهتاره واستبداده. ونوه بأن السلام الذي ندعو إليه هو" السلام المشروط بالعدل والاحترام وانتزاع الحقوق التي لا تقبل البيع ولا المساومة ولا الشراء،سلام لا يعرف الذل ولا الخنوع ولا المساس بذرة واحدة من تراب الأوطان والمقدسات، وسلام تصنعه قوة العلم والتعليم والاقتصاد والتسليح الذي يمنحنا الرد الصاع صاعين". وأعرب عن أمله في أن يتمخض المؤتمر عن نتائج عملية غير تقليدية تستثمر فيها الطاقات وتنظم الجهود مهما صغرت، وأهمه هو إعادة الوعي بالقضية الفلسطينية عامة وبالقدس خاصة. ودعا وسائل الإعلام المختلفة في العالمين العربي والإسلامي إلى الاهتمام بقضية فلسطينوالقدس ، مؤكدا أن القرار الجائر للرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي أنكرته شعوب الأرض المحبة للسلام يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي جديد وجاد يتمحور حول تأكيد عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية وتبعيتها لأصحابها، وأن يرقى ذلك ليصبح ثقافة محلية وعالمية. واقترح شيخ الأزهر في ختام كلمته بأن يخصص عام 2018 ليكون عاما للقدس الشريف، تعريفا به ودعما ماديا ومعنويا للمقدسيين ونشاطا ثقافيا وإعلاميا متواصلا تتعهده المنظمات الرسمية كجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعات العربية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها. وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ووزير الأوقاف نائبا عن رئيس الوزراء المصري الدكتور محمد مختار جمعة ، وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، و الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، و الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين ، و الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى ، و رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم ، ورئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي والأمين العام لمجلس الكنائس العالمي الدكتور أولاف فيكس تافيت.