أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رئيس وفد المملكة إلى أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، أن نصرة القدس فرض لازم لا محيد عنه فهي عقيدة ماضية وشريعة راسخة. وقال في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي بدأت فعالياته بمركز الأزهر للمؤتمرات في العاصمة المصرية القاهرة أمس (الأربعاء): «أحمد الله وأشكره إذ بوأنا حضور هذا المؤتمر الدولي (مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس) لبحث آليات عملية تنتصر لكرامة الفلسطينيين ولكرامة العرب والمسلمين، وتحمي أرضهم وتحفظ هوية المقدسات الدينية، وتصد الغطرسة الصهيونية التي تحدت العرب والمسلمين والعالم وكذلك القرارات الدولية». ووجه في كلمته - بحسب وكالة الأنباء السعودية - الشكر إلى «مصر لنصرتها للقضية الفلسطينية، وإلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على دعوته لإقامة المؤتمر وبيانه المهم في حينه تجاه الخطوة الأميركية الباطلة شرعاً وقانوناً». وأوضح أن «المملكة العربية السعودية تؤيد هذا الاهتمام من الأزهر الشريف بالقدس، وتعد أن الواجب الكبير هو الوقوف الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعة، وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف». ولفت إلى «أن المملكة العربية السعودية راعية الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين قائمة اليوم بواجبها الإسلامي وبواجبها العربي بحماية القدس من كل الأخطار، ومنها تهويده، أو جعله عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني»، مبيناً أن «بيت المقدس بناه العرب اليبوسيون وسكنوه وعمروه وكانت هذه الأرض المباركة هي أرض إبراهيم عليه السلام وهي أرض الأنبياء من بعده، والقدس مرتبط بعقيدتنا الإسلامية وبولائنا لأنبياء الله وبإيماننا بهم، وقد عظَّم الله سبحانه وتعالى المسجد الأقصى بربطه بالمسجد الحرام، فهما شيء واحد في الإيمان والقداسة». وشدد آل الشيخ على أن «نصرة القدس فرض لازم لا محيد عنه فهي عقيدة ماضية، وأن النصرة شريعة في الإسلام راسخة، وأن راعي السياسة ينتصر للقدس بأخذ الحق بقوة الفعل والمسؤولية، قوة الممكن والمتاح والأخذ بقاعدة توازن القوى»، مبيناً أن «العلماء هم حملة رسالة لا صناع سياسة وهم ورثة الأنبياء ينتصرون للقدس وللمسجد الأقصى بإبقاء الإيمان بالله ورسوله ودين الإسلام قوياً صلباً في روح جماهير الأمة، وإن واجبنا أن نعرض الحق الثابت المجرد من تأثير الزمان حتى يبقى الحق ولا يموت». واختتم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد كلمته قائلاً: «لقد أخذنا من القرآن الكريم قوله تعالى: (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون)، وأخذنا من القرآن: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)، وأخذنا من سير الأنبياء أن النصر آت، ولا يأس (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون فأنجيناه وأصحاب السفينة)، وأخذنا من الفقه الإسلامي ومن قواعده أن الأمر إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق وأن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرطها». وكانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في القاهرة أمس شهدت حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف نائباً عن رئيس الوزراء المصري الدكتور محمد مختار جمعة، وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، ورئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي، والأمين العام لمجلس الكنائس العالمي الدكتور أولاف فيكس تافيت. وأكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أن انعقاد المؤتمر لنصرة القدس جاء استمراراً لدور بلاده والأزهر في الدفاع عن القضية الفلسطينيةوالقدسالمحتلة، مضيفاً أن المؤتمر ينعقد في ظل ما تشهده قضية فلسطين وبخاصة ما آلت إليه أخيراً من تعقيدات السياسات الجائرة والقرارات غير المسؤولة، داعياً لكل القادة العرب والمسلمين بالسداد والقوة والعزم والصلابة التي لا تلين إلا بالحق والعدل وإنصاف المستضعفين. وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القدس ستظل عاصمة أبدية لفلسطين، مشيراً إلى أن فلسطين تواجه تحديات كبرى بدأت منذ أكثر من 100 عام بوعد «بلفور». ولفت إلى أن هناك مؤامرة كبرى تستهدف القدس بكل ما تمثله من قيم ومعانٍ دينية وتاريخية وإنسانية وحضارية وتضرب القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، مشدداً على أن المؤامرة ضد القدس مؤامرة استعمارية بكل المعاني من أجل زرع جسم غريب في فلسطين لمصلحة الغرب، وتتمثل في الإعلان الأخير الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب.