في ظل الأعداد المتزايدة من الشعراء في الساحة الشعبية، يجد القارئ في كثير من الأحيان خلطًا بين الغث والسمين، ولكن من يقرأ المشهد بوعي يلحظ أن هناك العديد من الفوارق في آلية الطرح من خلال جودة النصوص المعروضة في وسائل الإعلام المختلفة، والواقع المثير للجدل والذي يجب تسليط الأضواء عليه هو ما يقدمه هؤلاء الشعراء من نتاج شعري يتشابه في الألفاظ والأفكار والتباينات بعيدًا عن المنهج الأحادي الذي يعطي كل شاعر دلالة على فرض تميّزه من خلال خط سيره المختلف في كتاباته. ليس صحيحًا أن يسعى الشاعر إلى تكرار ما يقدّمه الآخرون، فكل شاعر يمتلك تكوينًا روحيًّا وعاطفيًّا لا يُقاس بتكوين الآخر، وكلٌّ له رؤية وأدوات مختلفة أيضًا.. والمتابع لهذه النماذج الشعرية يجد أنهم يظلون بعيدًا عن تطوير الذات وإدهاش المتلقي عبر الثراء الفكري المتجدد الذي يأتي من خلال الأطروحات والصياغات الفضية المستقلة التي تؤدي إلى الترسيخ في ذائقة العامة.. تحدثت مع أحدهم حول هذا الموضوع فقال لي من كثرة الإعجاب الذي يسكنني للشاعر الفلاني أضحت نفسي توّاقة إلى تقليد مفرداته الشعرية، وحتى طريقة إلقائه في الأمسيات، ولا ضير في ذلك، هكذا يقول، وللأسف يوجد في الساحة الكثير من هؤلاء الشعراء الذين ينتهجون أسلوب التقليد في النصوص والأفكار بعيدًا عن لغة الاستقلالية ذات الصبغة الخاصة التي ترتقي بكل ما يتم طرحه في الساحة الشعبية، وتمنح القارئ المزيد من المتعة والجمال. من أبياتي: كثير مروني يجون ويروحون إلا أنت غبت وغيبتك غيبة الروح يا غايتي لو كان للعشق مضمون ما شفتني عقبك من الوجد مجروح