هل المادة ركيزة الحياة؟ هل المادة أساس الحياة؟ لا يمكن أن ينكر إنسان في الوجود أهمية المادة في حياتنا اليومية ولكن هي ليست أساس حياتنا وسر سعادتنا، هي وسيلة وليست غاية ولن تجلب السعادة لنا ولكن تؤمن احتياجاتنا الأساسية ونحن بحاجة للاهتمام بما حولنا في هذه الدنيا من أمور نعايشها، وهي أمورنا الدينية والثقافية والاجتماعية في كل أمور الحياة، لقد كانت بداية هذا العام مختلفة وما صدر من قرارات مصيرية وبعد فرض القيمة المضافة وغلاء بعض السلع الأساسية مثل الوقود والكهرباء ولقد كانت الحوارات في التواصل الاجتماعي تتركز على تعليقات من الضحك والنكت والتهكم أو الغضب، هل هذه ثقافة الوعي لدينا؟ هل حاولنا سؤال أنفسنا حول أسلوب الحياة اليومية وطريقة الصرف والهدر وعدم التنظيم الذي نمارسه في معيشتنا، هناك هدر وعدم اهتمام بأمور تهم الجميع وبذخ لدى البعض تجاوز الحدود، منها البذخ في الأفراح والاستهتار في القيادة، وتجاهل وإهمال الممتلكات التي تم تأمينها من أجلنا في الحياة فلو نظرنا لأعداد السائقين لدينا وتلاعبهم بالبنزين والسيارات وهدر الطعام الذي وصل لأرقام خيالية فإننا بحاجة ماسة لثقافة مصرفية للحد من البذخ والقروض التي أنهكت نسبة كبيرة من الناس، لذلك يجب أن يكون لدينا وعي اجتماعي ومصرفي وثقافي في تنظيم حياتنا، إن التهاون والإهمال كلفنا الكثير من المال والأرواح، إن تعداد السائقين وصل إلى مليونين برواتب سنوية وتحويلات خيالية وإهمال وتلاعب في السيارات، إن هذه الزيادات والتنظيمات الاقتصادية يجب ان ينظر لها بأسلوب جاد بعيدا عن الاستهزاء والتعليقات التي تقلل من شأننا، نحن بلد قوي باقتصاده وأهله وذلك الأمر يشهد له العالم أجمع وما تمر به بلادنا من إصلاحات اقتصادية هي حد للهدر والإهمال، هناك أسر تسافر في الصيف وتترك التكييف المركزي يعمل طوال فترة سفرها والسائق يستغل سياراتهم في مشاوير يمكن الاستغناء عنها، هناك عبث وتلاعب وهذا أوجد إهمالا وفسادا نهى عنه ديننا الإسلامي، إن التنظيم والترشيد مطلب أساسي لنعيش حياة شعارها المحافظة على بلادنا وخيراتها لتعيش الأجيال القادمة في رخاء ومحبة وبركة، إن ما تخطط له الدولة من رؤية اقتصادية شاملة تخدم رؤية 2030 تتطلب من الجميع وعيا شاملا ومسؤولية شاملة، وما صدر من قرارات تمس المواطن يحتاج لصبر وتعاون من الجميع لأن بلادنا تمر بتغيير شامل يخطط لأجيال المستقبل يضمن تعليمهم وعملهم، فيجب أن نعمل أجمعين لخدمة هذا الوطن المعطاء ويكون لكل فرد دور مميز لخدمة هذا الوطن وأهله.