شعار أسبوع المرور هذا العام يحمل الكثير بين سطوره ومعناه وهو «حياتك أمانة»، نعم أمانة غالية وعظيمة، كيف تفرط في أمانة وهبك إياها الخالق العظيم؟ إنك تتحداها بتهورك وجنوحك وتحديك لنفسك بعدم التزامك بشروط السلامة والمخاطرة بحياتك التي تضحي بها نتيجة تهور واستهتار في وضح النهار، فأنت من يسابق الريح ويرفض شروط السلامة أثناء القيادة وتهمل ربط الحزام وتستخدم النقال وتتساهل في قيادة الصغار وتتساهل معهم في أمور كثيرة، ان نظام ساهر أزعج المخالفين الذين يصرون على السرعة وتحدي أنفسهم، ان نسبة الحوادث والوفيات بلغت أرقامًا خيالية نتيجة إحصائيات تجاوزت الفكر.. لماذا تغتال نفسك؟ لماذا تهدر دمك؟ لماذا تدمر ذاتك باعاقة دائمة؟ يجب أن تكون حارسًا مخلصًا وأمينًا لحياتك وممتلكاتك، إن الطريق ليس ملكا لك وحدك، ويجب ان تعطي كل عابريه الحق وتحترم قوانين بلدك وعدم السماح بالقيادة إلا بعد تدريب وتمكن من قبل الجميع؛ لان طرقنا بحاجة ان نحميها من كل جاهل ومستهتر ومغامر بحياته وحياة الآخرين، كم نحن بحاجة لوضع نظام صارم لكل من يستخدم طرقاتنا وان لا تكون طرقنا تجارب لسائقين جاهلين بقواعد واصول المرور، ويجب ان يمنع كل سائق لم يجتز فترة تدريب لا تقل عن ثلاثة أشهر يتعرف بها على أنظمة البلد وشروط القيادة. لذلك يجب أن يشارك الجميع في الحفاظ على هذه الأمانة وهي حياتك وتنفيذ شروط صارمة على الجميع؛ لان تطبيق المخالفات خفف من الحوادث ولكن لم تصل لحماية أنفسنا، يجب ان تصادر سيارة كل سائق تجاوز السرعة وكل سائق لم يقض فترة تدريب كافية ولم يتقن ويتعلم أنظمة السير وخاصة من ينقل أطفال المدارس. إن شعار أسبوع المرور يجب أن يكون هو هدف الجميع، يجب التشديد لحماية هذه الامانة الغالية وعدم السماح بتجاوز السرعة والحرص والحذر عند الاقتراب من المدارس وتنظيم انصرافهم وعدم تسليم سائق العائلة السيارة إلا بعد تدريب مكثف لعملية توصيل الصغار.. انهم امانة في أعناقنا فهل نتدارك ونحافظ على أرواحنا؟ فلقد ارتوى الأسفلت الأسود من دماء الأبرياء واهدرنا أموالا طائلة في تدمير ما سخر لنا ولخدمتنا، فليكن شعارنا حياتك امانة مدى الحياة.