عندما تتكرر الكوارث التي نتسبب في حدوثها بأنفسنا ونزهق أرواحنا نتيجة استعجال أو استهتار أو تساهل وإهمال من نحاسب؟ هل عندنا الشجاعة ان نقف في وجه عدونا الاول وهو السرعة والتلاعب خلف المقود وسط الطريق؟ وهل خسارة أرواحنا وإعاقة أجسادنا تهون علينا في لحظات. لقد تعدت حوادثنا حدود العقل اننا نسير بسرعة تسابق الريح لنسمع صوت الاسفلت يستغيث من سحقه وتدميره. إننا نقود ونتكلم ونتواصل ونأكل ونمارس كل هواياتنا خلف المقود ندخل في الشاحنات وهي واقفة نتيجة السرعة التي تسابق الريح أو نمارس التفحيط لتكون ضحايانا متنوعة من عابري الطرق. إن الأعداد التي تهدر دماؤها الطاهرة وصلت لأرقام خرافية لدرجة انها تصدرت العالم في حوادث الطرق، أمهات حرقت قلوبهن، وشباب ضاعت زهرة شبابهم وتعددت إعاقاتهم. إن الجميع يقف في حيرة وذهول وألم عندما يرى ضحايا حروب الطرقات التي جاوزت الحدود فمن نحاسب كي نوقف هذه المجازر التي تمارس على الطرقات. إن سلامة أرواحنا تتطلب أمورا أساسية وهي وعي ويقظة وتركيز السائق سلامة الطريق والمركبة، وبما ان السائق لدينا يتجاهل الكثير من التعليمات واتباع الانظمة والتقيد بالسرعة والعناية بالمركبة ان اهمالنا هذه الامور والتساهل فيها أوصلنا للهلاك. إننا بحاجة الى ان ننشئ نوادي خاصة بالقيادة وأصولها يقوم الشباب بتنظيمها تجمع الشباب ورجال المرور .. نوادي تعرض كل ما يحدث على الطرقات وتجمع الشباب بمن كان ضحية طريق تشرح خطورة ما يحدث. إننا بحاجة الى ان نسمع صوت الطرف الآخر وما أفكاره؟ وبماذا يحس عندما يسابق الرياح؟ وماذا يقترح لإيقاف هذا النزيف المتكرر؟ لماذا يهمل سلامة مركبته ويدمر حياته في لمح البصر؟ إننا بحاجة الى ان يواجه الشباب أنفسهم تجاه هذه المشكلة التي تدمر الأجيال وبحاجة الى ان يكون لهم الدور الاساس في التوعية ومحاسبة أنفسهم ومحاسبة كل متسبب في هذه الكوارث التي ضيعت أرواح الكثير. يجب ان تكون المحاسبة مستمرة وليس عند وقوع الحادث فقط. يجب ان يكون لكل من يتولى القيادة حساب مستمر ومتابعة متواصلة خاصة السائقين الذين يقومون بإيصال الطلبة والطالبات وسائقي الاسر . نحن بحاجة لمركز تتولاه مؤسسة الفحص الدوري يتابع سلامة وأصول القيادة لتلك العمالة بصفة دورية، لتكن كل ثلاثة شهور، لان التوعية والتوجيه والمتابعة والمحاسبة من الضروريات تجاه هذه المعضلة التي تتكرر كل لحظة نتيجة اهمال واستهتار وجهل. فهل نحاسب الجميع ونتعاون كلنا لحماية أرواحنا من صدى الحديد الذي ضيعنا وسط الطرق ؟ إننا بحاجة لخط مباشر للتبليغ عن كل متهاون وكل مفحط وكل من ينقل أفرادا في سيارات غير مخصصة للأفراد، وكل من يتجاوز السرعة المحددة. إن الجميع عليه دور وله دور في ايقاف هذه المجازر التي كان آخرها حادث أحرق ستة من الشباب في مدينة الاحساء . إنها حوادث تحدث على مدار الساعة وفي كل موقع، فهل نحاسب أنفسنا قبل ان يحاسبنا الآخرون؟ أتمنى. * تربوية