عام جديد بدأ وآخر مضى.. عام جديد بدأ ونحن في العالم العربي محملون بآثار الماضي، وكأن أعوامنا عام متصل بلا حدود فلا حدث هام يوقفنا أمامه ويمتد أثره من الماضي إلى القادم.. ثقافتنا كعهدنا بها تدور في دائرة الرسميات والمهرجانات المكررة والخلافات العميقة والصراعات الخفية حول قضايا لا تسقط بالتقادم. لم يعد للثقافة الجادة والمؤثرة موقعها في حياتنا.. نكتب من أجل أن نقول: نحن هنا.. ونقيم الأمسيات والمهرجانات كل عام بكل تفاصيلها التي انطلقت بها ولا ملامح للتغيير الا قليلا.. نحمل الثقافة ميراثات التخلف والتهور ونضع المثقف في دائرة الاتهامات المتكررة والمؤلمة.. يتراجع الكتاب إلى الخلف وتمحى آثار وجوده من أماكن حفلت به وتختفي صفحات الثقافة من الصحف أو تسودها الاعلانات والموضوعات التقليدية. الخلافات والحروب والصراعات العربيه تخيم بغبارها السياسي على الواقع فتتخلف الثقافة.. صمت ثقافي رغم صراخ المثقفين.. معارض الكتب تقام على استحياء لمجرد تأكيد الوجود. المسرح يندثر إلا قليلا فلم نعد نسمع عن مسرح لافت أو حدث ما سوى مهرجانات لا فاعلية ولا هدف لها. أسعار الكتب تخرق المألوف ونعتقد أنه لا أحد سيضحي بقوته أو قوت ابنائه من أجل الكتاب أو الفيلم أو بطاقة مدفوعة لمشاهدة مسرحية. الخليج العربي يحاول أن يسد فراغا ثقافيا عربيا فينجح أحيانا وتقف العثرات في طريق ذلك أحيانا أخرى. ولكن اللافت أن الآثار دخلت دائرة الاهتمام في المملكة وبعض دول الخليج.. وأن الجوائز المحفزة بدأت تنتشر وأسماء عديدة خاصة من المملكة بدأت تنتشر عربيا وتحصد جوائز في دوائر الإبداع من رواية وقصة وشعر. واللافت بروز السينما كفاعلية ثقافية تقام لها المهرجانات والجوائز وأيضا ستقام لها دور عديدة في أرجاء المملكة. عموما.. لم يكن العالم بمنأى عن التراجع والاعتداء على الثقافة، ففى أوربا أعلنت مكتبات عديدة عن إغلاق أبوابها لتعرضها لأزمات مالية وفي أماكن أخرى في آسيا وغيرها هناك تجاوزات على الحرية طالت المثقفين. الأحداث كثيرة ولكن يبقى الأمل قائما في القادم.. وتبقى الثقافة منارة تضئ المجتمعات وتبني أجيال المستقبل.