يا أيُّها الأقصى إليك سلامي نفسي فداك وأدمعي وعظامي أبكي عليك وفي القلوب مرارة غصَّتْ بها روحي بدمعٍ دامي أبكي عليك ولستُ أبذلُ غالياً وأخاف من نفسي على أحلامي ما عاد لي بعد البكاء سوى الرجا من بعد أن كسر الغزاة حسامي لما نبا سيفي تكالبت العدا حتى ثووا في مضجعي ومنامي هتكوا ستاري واستحلوا حرمتي قطعوا لسان الحق بالإكمام لم يرحموا حرثاً ولا نسلاً ولا شيخاً ولا طفلاً بغير فطام عاثوا فساداً في البلاد بطولها وبعِرضها هتكوا مدى الأيام رقصوا على جسد المسيح ودنسوا بلد الخليل وقطَّعوا أرحامي يا للهوان وقد تردَّتْ أمَّةٌ ملأت سماء الكون بالأعلام كانت ذئاب الأرض تسكن جحرها واليوم تعبث في الحِما بحِمام كنَّا ملوك الأرض في أرجائها والذبح فينا اليوم كالأنعام لمَّا تفرقنا تشتت شملنا والذئب يأكل شارد الأغنام يا قدس ماذا تأملين بجيلنا والخلف يمرضنا بسوء سقام والجهل يقتلنا وينخر ساقنا والنور يذبحه دجى الإظلام ما من صلاح غير وحدة صفنا ما من فلاح غير حسن ختام لن يَرجِعَ الأقصى بغيرِ سيوفنا لن يُرجَعَ الأقصى بحسن كلام لا تسمعوا للمغرضين بدينكم فالحرب كل الحرب للإسلام ما من سلام لليهود على المدى حتى تعود مباركات الشام