«دوام الحال من المحال»، ذو اللب هو من يضع هذه العبارة نصب عينيه ولا يتوقع من الأحوال دوامها، ويقال «ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال» هذه هي الحياة ليس من طبيعتها الديمومة والاستمرارية بل من شأنها التقلب والتغير، وهذا الأمر تجده في الأفكار وفي العلاقات وفي الأحداث، وليكون هناك تصالح بينك وبين متغيرات الواقع ما لم يكن هنالك ضرر مباشر، فحين تتعمق في بعض الأمور تتساءل كيف كانت؟ وكيف أصبحت؟ في الحقيقة إن إيمانك بما سبق هو الذي يصنع لك غمامة الأمل التي تستظل بها وتجعلك ما بين «ال لعل وال عسى» فالأيام التي كانت عليك! ستنقلب على عقبها وتعود إليك. الذي دفعني لكتابة هذه المقدمة، هو عندما نظرت للمستجدات من حولي، وكيف كان المجتمع تحت وطأة الإحباط، وكل ما كان يرجوه لتقدم هذا الوطن لا يراه إلا في مدن خياله الحالمة فما كان يأمله سابقا أصبح الآن واقعا، وما كان يظنه مستحيلا أصبح أمرا محققا هذه المتغيرات التي كنت أراها فيما سبق من المُحال أن تحدث ومستبعدة إقرارها وتفعيلها مجتمعيا إلا أني أعتبرها جرعة مخففة لإنعاش غمامة الأمل لتوقع إصلاحات أخرى قادمة. فالمجتمع السعودي يستحق وسيظل مجتمعا طامحا للكثير ولكل ما يعود عليه بالنفع والاستقرار والرفاهية وخصوصا فيما يصب لمصلحة المرأة السعودية وتمكينها واستقلالها في كل شؤونها، فالطائر لا يحلق وأحد جناحيه يعتريه الضعف. فتمكين نون النسوة المؤكدة هي البصمة المجنحة التي لن يسمو أي مجتمع من دونها، لذلك ما زلنا نتشبث بتلك الغمامة ونرويها أملا بأن ما هو آت سيروي ظمأ عقود من الزمن ظلت قفارا. إن الحصول على متغيرات صحية في مجتمع ما وحتى نستطيع أن نقول تغير هذا الحال للأحسن دوما دون الهبوط والرجوع للخلف فلا بد من التخلص من العوائق والعقبات ومجابهة التحديات التي تواجه وتحد من بناء مجتمع يحمل طابع الرقي والتحضر بدءا من مؤسساته التعليمية بنبذ مظاهر التشدد والتطرف، مما يعطي مخرجات تتقبل أي تقدم أو أمر مستحدث، وتعتبره مظهرا من مظاهر الحياة الطبيعية.