ضمن نشاطاته الثقافية ناقش بيت السرد بثقافة الدمام كتاب الناقد السوري المعروف محمد كامل الخطيب «الرواية واليوتوبيا»، وهو كتاب هام في النقد الأدبي تناول فيه المؤلف اليوتوبيا والرواية محددا فترة بحثه بسقوط غرناطة واكتشاف أمريكا المترافق مع صعود الطبقة البورجوازية، ودورها الاجتماعي والاقتصادي وسيادة الفن الروائي على الفنون الأخرى ومآلات تصور المدينة الفاضلة اجتماعيا وتاريخيا وانعكاس ذلك في الفن الروائي وسقوط اليوتوبيات كما تصورها الأدباء على ارض الواقع. أدار الجلسة الروائي عبدالله الوصالي الذي قدم نبذة مختصرة عن المؤلف والكتاب وأهميته وقدم للمترجم يوسف شغري الذي تربطه علاقة صداقة مع المؤلف، فتحدث عن علاقته به وذكر بشكل مختصر ان الخطيب من كبار المثقفين في سوريا وأن له كتبا عديدة في النقد الأدبي والتراث وهو كاتب قصصي وروائي معروف. كما ذكر أن لكتاب «الرواية واليوتوبيا» جزءا ثانيا يناقش لماذا لم يكن للعرب يوتوبيا خاصة بهم. بعد ذلك تحدث الأديب سعدي العنيزي مؤكدا أهمية الكتاب وركز على سلبياته مثل «ليس كولومبوس من اكتشف أمريكا» بل العرب سبقوه إلى ذلك، وان الربط بين اليوتوبيا والرواية غير صحيح، وأن المؤلف أقحم الفلاسفة في موضوع اليوتوبيا. ثم تحدث الناقد عبدالله اليحيائي فقال إن هذا الكتاب يشغلنا بالتفكير بحثا عن الحقيقة، وانتقد بدء الدراسة مع صعود البورجوازية الأوروبية إلى مسرح التاريخ العالمي، وأن الكتاب أشبه بدراسة عن اليوتوبيا كفكرة وليس عن الرواية. وتساءل: أين العرب وغيرهم من الامم، وتساءل أخيرا: هل هذه الدراسة مؤدلجة؟ ثم تحدث الشاعر عبدالوهاب الفارس قائلا: كل هذه اليوتوبيات لم تتحقق في الواقع مما يعد انتكاسة. وتحدث بعد ذلك القاص عادل جاد فذكر أن الكتاب غني بالمعلومات ويتميز ببساطة العرض لكنه يحتاج أكثر لضبط المصطلحات، والكتاب شرح تفصيلي لفكرة اليوتوبيا تاريخيا وفي سياق اجتماعي مع صعود البورجوازية وبروز الرواية كمعبر عن المخيلة الجديدة والواقع الجديد. وقال الشاعر عبدالله الهميلي: إنه توقع أن يجد تركيزا، خاصة وإن الكاتب لديه الحس التاريخي ولكنه أقحم اليوتوبيا، وهو عمل مثالي وطوباوية، وانتقد تركيز الكاتب على البورجوازية وأنها تجنت على الفكر، كما انتقد إلغاء دور الشعر في الدراسة!. وتحدث االكاتب محمد الراوي فأعطى موجزا عن مؤلف الكتاب ونوه بأهميته والكتب التي ألفها، وقال: إن الكتاب يركز على اليوتوبيا المفقودة والرواية والواقع والرواية واليوتوبيا وخاتمة تحدث فيها المؤلف عن اليوتوبيا المضادة. ثم تحدثت الكاتبة أسماء ابوخمسين فامتدحت الكتاب والمؤلف وقالت إنه ناقد أدبي متمرس، ونجد في كتابه طرحا مكثفا وموضوعيا وأن أسلوب الكتاب سهل وبسيط وكان دقيقا وصادقا. و قدم الروائي عيد الناصر، ملاحظات عن إغفال «موبي ديك» التي تمثل الروح الأميركية وقال: «شعرت أنه غير ماسك للموضوع». وختم الوصالي بإبداء رأيه قائلا لم أجد صعوبة في فهم ما يريد المؤلف وخاصة أهمية العودة إلى الجنة المتخيلة انسانيا وأردف أن الكتاب يؤرخ لليوتوبيات الجديدة للرواية المعاصرة. وختم «لم يكن للرواية دور كما كان مع اكتشاف أمريكا وصعود البورجوازية».