الموهبة كما يعلم الكثير، قوة فكرية فطرية من نمط رفيع يجب اكتشافها في أبنائنا وتنميتها والعمل على الارتقاء بها لاستخراج إنسان متميز يمتلك قدرة استثنائية واستعدادا غير عادٍ في مجال أو أكثر، وأبناؤنا والحمد لله فيهم الكثير من الموهوبين لكن للأسف يتأخر اكتشافهم. اكتشاف الموهبة لا يحدد بمكان ولا زمان، أقصد أن الموهبة لا تُكتشف في المدرسة فقط، فالبيت أيضا يمكنه اكتشافها، خاصة ان الأسرة هي المحضن الأول الرئيس للطفل ومسئوليتها كبيرة في اكتشاف وتنمية ورعاية المواهب، فعندما يُظهر الطفل امتيازا مستمرا في أي مجال له قيمة، أو ويستمتع بالتعبير الذاتي، خصوصا في حواره ونقاشه مع الآخرين، وظهور قدراته الفريدة في التعلم، والانتباه وقوة الملاحظة وتحدي المشكلات، وفي اختياره للألعاب المتطورة جدا والمعقدة وكثرة أسئلته «لماذا وكيف» في هذه الحالة يجب على الأسرة تنمية مواهبه ودعمها معنويا وماديا مع إشعاره بالتقدير لما يقوم به، ويجب الاستمرارية ومواصلة الدعم والاهتمام. كما يجب اتصال البيت بالمدرسة لاكتشاف ما لم يكتشفه البيت، فالمعلم من خلال احتكاكه بالطفل لجزء كبير من الوقت بإمكانه معرفة الكثير عنه، وعن كل جوانب شخصيته. وعندما تُكتشف الموهبة يؤمل التدخل التربوي السريع لإثرائها، وتنميتها للوصول بها في النهاية إلى تحقيق أقصى حد ممكن تسمح به طاقاتها وقدراتها. وإذا لم تكن الأسرة على المستوى التربوي المطلوب وعاجزة، فالمسئولية كلها تقع على عاتق المدرسة، لذا وجب تطوير التعليم الذي يعتمد على التفكير والاستنتاج والتحليل لاكتشاف كل المواهب، فقد أثبتت الدراسات أن موهبة الموهوب تتجلى تحليليا في قدرته على التحليل والنقد وإصدار الأحكام والمقارنة والتقييم والتفسير، وكذلك موهبة الموهوب إبداعيا تتجلى في الاكتشاف والابتكار والتحليل ووضع الفرضيات وتوليد الأفكار بمهام تتطلب توليد الأفكار وهذا ما نرجوه، ويؤمل تفعيله في أسلوب التعليم وتطويره في مدارسنا، ومن معلمينا وفي مناهجنا. عموما نحن في انتظار تعليم متطور وليس ذلك بالمستحيل، كلنا ثقة بمسؤولي التعليم مشكورين، والأمل فيهم أكبر مما يُتوقع.