استشهد 4 فلسطينيين وجرح أكثر من 160 فلسطينيا، أمس الجمعة، برصاص قوات الاحتلال خلال المواجهات المستمرة للأسبوع الثاني؛ احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حسب مسؤولين بقطاع الصحة الفلسطينية. وسقط معظم المصابين في منطقة الحدود بين قطاع غزة و«إسرائيل»، حيث تجمع آلاف من الفلسطينيين للتنديد بقرار ترامب. وقال مسعفون إن اثنين من المتظاهرين أحدهما على مقعد متحرك «إبراهيم أبو ثريا 29 عاما» استشهدا وأصيب 150 آخرون. وفي الضفة الغربيةالمحتلة، قال مسعفون إن فلسطينيين اثنين استشهدا وأصيب 10 آخرون بنيران قوات الاحتلال. اندلعت أمس الجمعة مواجهات في «جمعة غضب» ثانية بين مئات الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وأطراف قطاع غزة. ويتظاهر الفلسطينيون للجمعة الثانية احتجاجا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من الشهر الجاري الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. واندلعت المواجهات بعد تظاهرات انطلقت عقب أداء صلاة الجمعة عند حاجز قلنديا العسكري شمال القدس، وفي عدد من قرى رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم وطولكرم. وذكرت مصادر محلية أن عددا من الشبان أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات المتواصلة. وشهد الجزء الشرقي من القدس مواجهات مماثلة، عقب تظاهرة خرجت رفضا للقرار الأمريكي. وفي قطاع غزة، بدأ الآلاف في التجمع على طول شارع (صلاح الدين) الرئيسي بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية للمشاركة في «مليونية نصرة القدس» رفضا للقرار الأمريكي ضد المدينة. طعن جندي وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أن شخصا فلسطينيا أصاب جنديا بحرس الحدود الإسرائيلي في كتفه في حادث طعن في الضفة الغربية بعد ظهرالجمعة، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست، وذكر أنه تم تحييد منفذ الطعن. ولم يدل المتحدث بمزيد من التفاصيل عن الحادث. من جهة اخرى، ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت أن حادث الطعن وقع خلال مصادمات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية. ألفا مصاب من جهتها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح الجمعة أن أكثر من ألفي فلسطيني أصيبوا خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي المستمرة منذ أسبوع والتي اندلعت بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وبحسب بيان وزارة الصحة فإن عدد الإصابات في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس بلغ 2468 جريحا، نقل 514 منهم إلى المستشفيات، بينما بلغ عددهم 301 شخص في قطاع غزة. وأوضحت أن 152 شخصا أصيبوا بالرصاص الحي في الضفة الغربية و111 شخصا في قطاع غزة، بينما كانت الإصابات الباقية نتيجة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي أو السقوط والدهس. الموقف الأوروبي# وفي السياق، قال رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك: إن موقف الاتحاد الأوروبي تجاه القدس لم يتغير، وإن قادة الاتحاد ملتزمون بحل الدولتين، وذلك في أعقاب القرار الأمريكي المثير للجدل بالاعتراف بتلك المدينة عاصمة لإسرائيل. ونشر توسك تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر مساء الخميس قال فيها: إن قادة الاتحاد الأوروبي يؤكدون مجددا التزامهم القوي بحل الدولتين، وفي هذا السياق فإن موقف الاتحاد الأوروبي حول القدس يظل بدون تغيير. وينص حل الدولتين على وجود دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب، مع تسوية وضع القدس عبر المحادثات المباشرة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثار عاصفة دبلوماسية الأسبوع الماضي عندما أعلن القدس عاصمة لإسرائيل وقرر نقل سفارة بلاده هناك. وقالت الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني: إن هذه الخطوة «مقلقة للغاية»، وتنطوي على إمكانية إعادتنا إلى الوراء إلى الأوقات الأكثر قتامة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت موجيريني: إن دول الاتحاد الأوروبي لن تنقل سفارتها، بعد زيارة نادرة لبروكسل من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوائل العام المقبل.