بالرغم من انه ليست لي علاقة بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد بل على العكس حين أراها تبدأ بأي حال كان، اعلم ان المشاكل قد بدأت ولن تنتهي، واعلم ان مواقع التواصل الاجتماعي ستشتعل بكل أنواع السب والقذف والتقليل من الشأن وقلة الاحترام، بل والتهجم احيانا على كل الاطراف التي كانت هذه المستديرة تتحرك بينهم، والقصد بالطبع، اللاعبون والمدرب والطاقم الإداري ولا ننسى الحكم الذي يكال له من بعد اللاعبين شتى انواع التهم بداية من انه لا يفهم بالتحكيم وينتهي انه متحيز لفريق دون الآخر. وهذا ليس بالشيء الذي لم نتعود عليه أو انه قاصر على العرب دون غيرهم لكنها حمى اجتاحت العالم بأجمعه دون ان تميز بين عرق ودين ومنطقة وبلد، ومن المفارقات الغريبة مؤخرا الامور التي حصلت حين خسر فريق ما امام ضيفة فأصيب المشجعون بالإحباط والامراض النفسية، وعلت المدرجات نوبات من البكاء والغضب الشديد ومن ثم حين هدأت عاصفة المشاعر الحزينة استفاقت عاصفة المشاعر الغاضبة فبدأت مواقع التواصل والبرامج تشتعل بالتحليل والاسباب وغير ذلك، مما سبب للكثير منا ألم الرأس من هول ما قرأنا وسمعنا، وحين سألت احد المشجعين القريبين لي لم كل هذا ولماذا هذه الاتهامات للاعبي هذا الفريق ولماذا أصبح في ميزان الخطأ الآن وسابقا كان في ميزان الحق والحب؟ كان رده كالقذيفة حين قال (مشكلته..لماذا عودنا على الانتصارات دوما)، لم اتمالك نفسي حقا من الضحك، هل هذه مشكلة؟، وهل حين يكون الفريق في المقدمة دوما وحين يخفق مرة او مرتين لأي سبب كان أضعه في الأسفل وأكيل له شتى صنوف الكلام عندما كان لدي عاليا لا يمكن أن يطاله لسان حاقد أو بغض مشجع؟، هل هذا هو الأسلوب المتعارف عليه، حين تخفق المستديرة التي بين اقدامهم يكون الأمر منوطا بهم فقط؟. هل حقا حين يتعود الإنسان على الانتصارات ويتعود الآخرون على ذلك لا بد له أن يتوقع أنه حين يخفق يتم محاسبته أضعاف غيره؟، هل هذه هي سنة كونية حقيقة أم هي سنة المشجعين لهذه الكرة الدائرية التي يتسابق الكل في وضعها داخل هذه الشباك والتي ان لم تصل إليها يكون هذا الأمر خطأ فادحا لا يغتفر؟، وهل لا بد للاعبي الفريق ان يتحملوا الخسارة وأيضا الغضب الجماهيري والألفاظ لأمر خرج عن إرادتهم؟، برأيي هنا لا بد حقا من الوقوف امام هذا الأمر بتعقل والتصرف بتعقل والتفكير بتعقل وترديد عبارة (إن لم أنتصر اليوم سأنتصر غدا... بإذن الله) المؤسف والمخجل ان هذه الامور خرجت عن حدها حينما تدخلوا بالنوايا وحكموا على حكام المباراة بسوء النية والتعمد، وجعلوا أنفسهم عالمين ببواطن الأمور... بعد هذا لا أستطيع إلا ان أقول (لا حول ولا قوة الا بالله). دمتم بخير.