إكمالاً لموضوع واقع الإعلام الرياضي في مقالي السابق، فبصراحة من دون «تحسيس بطحا» أي ثقافة وأفكار وقيم ومعلومة يطرحها معظم مشاهير كتاب الرياضة في الصحافة والفضائيات؟ هل يحاربون تعصباً؟ وهل ينصفون خصماً أبدع؟ لا شيء أبداً، فهم في الغالب ولا أعمم، لا يوجد لديهم رصيد معرفي أو ثقافي لديهم، ليسخروه لرياضة وطنية راقية! فهم مجرد مشجعين متعصبين، يتقربون لقيادات وأعضاء شرف، ويحرقون مراحل، ليطفئون مراحل أخرى ركضاً خلف المال وخلف نجومية فلاشات ليالي «الترزز» بزيادة لغوية مهاجمة أو مدافعة، فلا يفرق طرحه عن طرح مشجعي شاشات المقاهي! ولنأخذ الزعيم نموذجاً وهو صاحب أعلى رصيد من بطولات الدوري، ففي حين يخطف فريق منه بطولته المفضلة، صعد منذ خمسة أعوام إلى الممتاز كالفتح، وفوق أنه إنجاز للفتح، فقد كسر الزعامة للهلال، وجاء «الزعيم» النادي الأغنى بنجومه وصيفاً له، وحين يزيحه فريق لخويا القطري من حلمه الآسيوي، وهو الذي تأسس قبل خمسة أعوام «عام صعود الفتح من الظل»! وفي كل هذه الظروف يأتي كاتب متخصص كالزميل عادل التويجري، ليقول بصوت عالٍ مُفرغ المحتوى مع إخفاق الزعيم، وتفوق الصغار عليه عبر برنامج «أكشن يا دوري» مع وليد الفراج: «إن الهلال لا يقارن إلا بنفسه، ولا ينافس غير ذاته»، وأضحكني هنا رد الزميل محمد البكيري عندما قال: «ما لبّس الهلال الحيط إلا مثل هذا الكلام»! وهذا ليس إلا هذر لا يصدقه هلالي، فالهلال نادٍ يهزم، ويفوز، ويقارن بالفتح، لما لا، وهناك آخرون بألوان أخرى يقولون لأنديتهم مثل ما قاله التويجري. بعيداً عن ذلك، أتمنى من الهلاليين إنجاح مشروعهم الجريء مع سامي الجابر، ليعود الزعيم، فأول نصيحة أقولها لسامي الجابر لو كان يقرأ، دعك من «صحافة ناديك» وغيرها، فقد خدعتك حينما قارنتك بماجد عبدالله، وستخدعك حين تسديك خططاً، وهي أماني ستقبض منها الريح، وتقبّل النقد، فأنت ناجح وذكي وذو تاريخ وطني رائع، واجعل اللاعب صديقك، لا جندياً أمام ضابط، وتذكر أنك للتاريخ ذاهب، إما لك أو عليك، ولو شعرت أنك لن تقدم ما تحلم به لمانع فوق قدرتك، فاستقل من منصبك، ولا تترك التدريب، وتذكر أن صانع بطولات برشلونة غوارديولا، وهو في أوج مجد انتصاراته العالمية وفي عز نجاحه، وهو الشاب الناجح، قرر فجأة اعتزال التدريب، وليس ترك أعظم فريق في الأرض! أتعلم يا سامي لماذا؟ لأنه قال: «لقد قلّ شغفي بالكرة، ولا بد من تجربة أخرى»، فهاجر للسينما وهيوليود!، يا سامي إذا قلّ شغفك من هؤلاء المشجعين المطبلين، فانعزل بفريقك بخططك الصامتة. [email protected]