قد يغيب الشاعر لغياب الحب الحقيقي النقي، فيغيب الشعر والإبداع معًا، إذًا فالحب هو الوقود الذي يشعل المشاعر الباردة بالدفء العظيم، وينير القلوب. ويجب أن يعترف الشعراء بذلك، فليس هناك شعر من وحي الخيال في الحب الحقيقي، فالحب ليس عيبًا، فهو جسر من الضياء يجمع الفرقاء، ويصنع النقاء، بالحب تسمو النفوس وتصنع المستحيل.. حدثني من أثق في صدقه وقلبه فقال: في ليلة كباقي الليالي الباهتة، يأتيك النور والنقاء متسللا إلى قلبك المنهك والمهمل تحت ركام السنين؛ ليسألك سؤالًا بريئًا ليطمئن على أمرٍ ما ويذهب من حيث أتى بكل براءة، فيعود الظلام والصمت المُطبَق مرة أخرى، فتتساءل عن مصدر هذا النور؟ وأين ذهب؟ ولماذا أتى؟ يتساءل عن هذا النور الذي زلزل كيانه المنهك.. هل اقترب حلمي من واقعي؟ وظهر هذا النور ليضيء قلبي وتجمعنا أقدارنا بهذا العشق الذي أحببته منذ طفولتي وحلمت برؤيته؟ لا أدري! مضت الأيام ثقيلة يجتاحها الخوف والتردد.. هل أجيب عن السؤال بإجابة تقطع كل هذا الإعصار الذهني الذي تملكني، وما زال يحدثني فيقول: حاولت لكنني لم أستطع مقاومة قلبي ومشاعري، وكأن القلب يصرخ بأعلى الصوت، أتى الوقت للخروج إلى النور ونفض غبار السنوات لتمنحك الحياة بصبح يشرق بضياء لا يشبهه ضياء، فتح قلبه وعاهد نفسه أن يتجه إلى مصدر النور حتى وإن كانت النار تحاصره، ذهب ووجد الإجابة التي كان قلبه يريدها وراهنه على صدقها، فكانت سعادته لا توصف، فعندما أجاب وجد الجواب، وما زال حديث القلوب لا ينقطع، فقد وجد الشموخ الذي لا يطاوله شموخ، ووجد الحياة التي تمنحه الأمل والثقة والتقاء الفكر والروح، كما وجد الاستقرار الذاتي الذي ليس له حدود. إلى هنا وما زال للحديث بقية. أنا معك مرتاح مرتاح مرتاح وإلا مع غيرك فلا فيه راحة كنك خلقت لفرحة العمر مفتاح وأنا خلقت لنور فكرك مساحة