منذ زمن طويل والإعلام يعتبر من أقوى المؤثرات على الكثير من الأحداث. وفي الوقت الحالي ومع ثورة التواصل المعلوماتي أصبح التأثير أكثر من خلال توجيه الرأي العام. وفيما يخص الشأن السعودي فللأسف هناك أمور كثيرة إيجابية تم التشويش عليها بسبب عدم وضوح الرؤية الإعلامية للمتابع. أي بالمختصر هو أن الإعلام والحديث بأسلوب يفهمه الآخر أصبح أمرا أساسيا لطرح أي قضية. والكل راقب ما حدث بعد مقال السيد «توماس فريدمان» في صحيفة النيويورك تايمز عن لقائه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. تابعت مقالات السيد توماس فريدمان منذ أيام الحرب الأهلية اللبنانية. وتابعه الكثير فيما يخص هذه الحرب كونها تسببت في حدوث مجابهات دموية في الداخل وفتحت الحدود اللبنانية لكل المؤثرات الخارجية. وكونه كاتبا ومراسلا غربيا فقد كان الكثير يتابع ما يكتب كونه يميل إلى الواقعية في النشر. لم أعرف الكاتب معرفة شخصية إلا في العام 2012 بعد أن أعاد نشر أحد كتبه وأفرد ثلاث صفحات حيال ما أكتبه عن شؤون الشرق الأوسط. وبعدها تواصلت بيني وبينه مقابلات قصيرة ومراسلات بريدية. إلا أن ما لفت نظري في الأشهر القليلة الماضية هو أن السيد توماس فريدمان قد تحدث عن المملكة بشكل إيجابي وأعطى صورة أوضح لجهود الدولة لدينا حيال عملية التنمية وعن الداخل السعودي. وقد كان ذلك واضحا خاصة بعد مقابلته المطولة مع سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وقبلها لقاء السيد توماس فريدمان المفتوح مع الكثير من مواطني ومواطنات المملكة. ومعروف أن كل ما يكتبه السيد توماس فريدمان تتم قراءته من الكثير حول العالم ورأيه له تأثير كبير على صناع القرار. وكذلك فقد تحدث مرارا بعد مغادرته المملكة لمحطات تلفزة عالمية وندوات سياسية عن ما كتبه عن المملكة وعن ما يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان من إصلاحات متعددة في الداخل السعودي. ولكن الشيء الملفت للنظر هو أن السيد توماس فريدمان تعرض لزخم إعلامي مضاد من كتاب مرتزقة يقتاتون على ما يتم نشره من معلومات مغلوطة عن المملكة. وللحديث بقية ولكن السؤال هو: لماذا لم تتحدث صحافتنا مع السيد توماس فريدمان منذ أن تحدث عنا منذ سنوات؟