توماس فريدمان الكاتب الأمريكي في صحيفة "نيويورك تايمز" أحد أبرز وأهم كتاب الرأي على المستوى الدولي، ربما يتفق معه الكثيرون ويختلف معه الآخرون، غير أنه يظل فاعلا ومؤثرا وصانع رأي عام يحظى بأهمية مقدرة من خلال طروحاته وأفكاره المثيرة للاهتمام، ولعل من النادر أن يتجه كاتب غربي بصورة موضوعية للحديث في أحد كتاباته عن شخصية عربية بصورة منصفة، ولكنه فعل ذلك مدفوعا بتجربة وقراءة عميقة للأحداث حين تناول بإعجاب كبير مكانة المملكة الكبرى في العالم ومدى قدرتها السياسية على تجاوز المحن بأحلك الظروف وأصعبها. فريدمان أخذ من نموذج ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله" نموذجا للقيادة التي تدرك اتجاهات الحاضر وتستشرف المستقبل بعقل ذكي وحنكة تستوعب خبرات عميقة في المجالات السياسية وبناء الدولة، وهو وبصورة عادلة جعل من شخصية سمو الأمير محمد نموذجا لمستقبل المملكة الآمن والناجح، وتلك رؤية واقعية حين ننظر للقيادات الشابة التي تقود البلاد بحكمة الشيوخ وطاقة الشباب، وتواصل مسيرة التنمية والنجاح بذات المنهج الذي نشأت عليه في مدرسة القيادة السعودية. لم نعتد انصافا غربيا في كثير من المواقف والقضايا، ولكن توماس فريدمان بحديثه عن المملكة عامة وسمو الأمير محمد وضعنا في موضعنا الذي يليق بنا كأمة ناجحة ومتقدمة، وبها قيادات شابة نموذجية اثارت دهشته وذهوله وإعجابه، وهي مشاعر كثيفة لها مفعول السحر فيما تدفق به عبر كلمته في الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار بما يهيئ لنقلة نوعية وكمية في الرأي العام الأمريكي تجاه الصورة النمطية عن بلداننا، إذ لدينا الكثير من المزايا التي من المهم أن يكتشفها الغربيون ويعرفوها، وحين يتم تخصيص مساحة واسعة لاستعراض القدرات القيادية لسمو الأمير محمد فإننا أمام تحوّل كبير في التقييم والرؤية، ونتوقع بمثلما ذهل فريدمان أن ينتقل ذلك الذهول بشخصية الأمير محمد الى قرائه ويعيدوا رؤيتهم الى بلادنا بصورة أفضل من الصورة التقليدية غير المنصفة في كثير من جوانبها. فريدمان تحدث في كلمته كصديق، وبغض النظر عن أي احتمال لعاطفة مسبقة، فإن خطابه إيجابي ومهم للغاية في اختراق الرأي العام الأمريكي والغربي، وذلك أمر نحن بحاجة ماسة اليه، فقد تضررنا كثيرا من آراء مسبقة غير منصفة، ولا بأس في أن يكتب عنا الآخرون بهذا الإيقاع الإيجابي، فإسرائيل تسخّر كتابها ولوبياتها من أجل دعم صورتها وتوجه الى ذلك، وحين يأتي الأمر تلقائيا كما في حالة فريدمان مدفوعا بإعجابه بشخصية الأمير محمد فذلك كسب كبير ومهم، وينبغي أن ندعمه بالترحيب به والانفتاح على كل النخب الموضوعية التي تؤثر في الرأي العام الغربي، ولا نطلب منها سوى العدل والإنصاف في خطابها الفكري والإعلامي وذلك وحده يكفينا والبقية تكون من قبلنا فنحن أدرى بتفاصيلنا ويمكننا أن نقترب خطوتين ممن يخطو باتجاهنا خطوة، فقيمنا وأعرافنا من الكرم والكرامة بما يجعلنا ننفتح على كل من يفتح لنا عقله وقلبه، ويستهدف الحقيقة التي نثق في أننا نمتلكها ناصعة وزاهية تثير الكثير من الذهول والإعجاب.