بعض الأفعال التي لا تلقى رواجا في مجتمعنا الرياضي هي المميزات التي نبحث عنها، بل هي ما يدعو له العقل والمنطق في مجتمع واحد وان اختلفت الميول والأهواء، ولكن المحصلة النهائية هي كرة قدم قد تجمع في البيت الواحد الهلالي والنصراوي والأهلاوي والاتحادي. سعدت كثيرا يوم أمس باتصال الأخ العزيز الحبيب رجل الأعمال محمد الحربي ليوجه لي الدعوة لحضور حفل كبير سيقيمه في مدينة الخبر بمناسبة فوز الهلال بكأس خادم الحرمين الشريفين، والمسألة هنا ليست دعوة، بل أبعد من ذلك بكثير. أما لماذا.. هي أبعد من دعوة، فالشخص نفسه هو من دعاني قبل فترة وجيزة لحفل كبير لنادي النصر بمناسبة تحقيقه لقب الدوري هذا الموسم. المناسبتان للنصر والهلال هما لشخص واحد، والاحتفاء بانتصار العالمي والزعيم هو من شخص واحد هو المحب للرياضة والمجتمع الأستاذ محمد الحربي. كم نحن بحاجة ماسة لأكثر من محمد الحربي في مجتمعنا الرياضي، كم نحن بحاجة لهذه العقلية التي ترى الفرح للجميع بدون تعصب وبدون صب الزيت على النار، فالدور الذي يقوم به الحربي للأسف الشديد ليس له رواج ولا إعلام ولا تصفيق لأنه يجمع ولا يفرق، ولو كان العكس لرأينا وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالمقاطع والطقطقة والصراخ والتهكم لمواضيع لا يفعلها صغار السن. الحربي نموذج رياضي مشرف في مجتمع أصبح لا يرى إلا بعين واحدة، ولا يسمع إلا بأذن واحدة، ولا يفكر إلا بما هو له دونما أن يفكر بحقوق الآخر. لقد جمع الحربي بعقله النير الذي انفتح على الآخر كوكبة نصراوية وأخرى هلالية في الاحتفال الذي أقامه لفوز النصر بالدوري، وها هو يعيد السيناريو بفوز الهلال بكأس الملك، والجميل أن الجميع يستجيب لدعوته لأنه يمثل الوسطية حتى لو كانت له ميول لنادٍ على حساب الآخر، لأن المهم هو تطبيق الروح الرياضية على أرض الواقع. لقد هزم الحربي بفكرته جيشا من الإعلاميين، وجيوشا من الجماهير، وألسن مسئولين، لكن كما قلت لكم أيها السادة العمل الطيب لا يلقى رواجا، والعمل السيئ في ساحتنا الرياضية يزدهر. شكرا محمد الحربي مع حفظ الألقاب.