قال خبراء مصريون في الشأن السياسي: «إن إيران لاعب رئيس في أزمة اليمن، وتجتهد في الحفاظ على وجود ميليشيا الحوثي لتعميق هوة الخلافات بين أبناء الشعب اليمني، مستنكرين في تصريحات ل«اليوم» محاولات قطر إشعال الأزمة عن طريق ما أسمته بوساطة، وأكدوا أن طهرانوالدوحة يدفعان بقوة لمنع انتفاضة صنعاء، مطالبين العرب بدعم جهود المملكة لوقف الخطر الإيراني الذي يدهم المنطقة. عقوبات على إيران يقول خبير الشؤون العربية ورئيس حزب «صوت الشعب المصري» أحمد البراوي: إن إعلان الرئيس اليمني الراحل صالح عن الدور الإيراني في أزمة بلاده يضع المجتمع الدولي على المحك، إذ بات على المنظمات الدولية المنوطة في هذا الشأن مثل مجلس الأمن التدخل لفرض عقوبات على طهران بعد تسببها في تدمير اليمن الشقيقة، بزرع ميليشيا الحوثي إحدى أذرعها في المنطقة، مشددا على أن إعلان صالح فضه وحزبه الشراكة مع الحوثي، بعد حماقات ارتكبتها الأخيرة ما تسبب في تجويع الشعب، وذلك ابتغاء لمصالحها ومطامعها الشخصية ورؤيتها الضيقة هي وربيبتها إيران، وتابع: كل هذا يؤكد صواب المواقف السياسية للمملكة وقيادتها السياسية تجاه الأزمة اليمنية، ما يتطلب حشدا عربيا كبيرا لتصعيد الأزمة إلى الجهات الدولية الكبرى؛ لاتخاذ قرارات عاجلة تقوض أي دور إيراني، وتوقف دعم وتمويل الميليشيا الانقلابية من أجل استعادة الأمن والاستقرار. وانتقد البراوي المواقف القطرية التي وصفها بالمريبة، ما يؤكد أن الدوحة خارج السرب العربي، في خدمة مصالح إيران بالمنطقة، لافتا إلى أنه في الوقت الذي تحتاج فيه اليمن لكل دعم عربي، أطلقت قطر ما أسمته ب«الوساطة» لتساوي بين القاتل والضحية، وهو موقف يبين جليا نهج الدوحة المخالف للعرب إزاء القضايا المصيرية. ميليشيا لبنان واليمن ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية محمد محسن أبو النور أن إيران ستحاول الحفاظ على بقاء ميليشيا الحوثي في اليمن بالإيعاز إلى ميلشيا «حزب الله» الإرهابي في لبنان، بإرسال عناصر لدعم الحوثيين في العمليات القتالية، بالإضافة إلى توفير الدعم اللوجستي بالأسلحة والمعدات الثقيلة، وأشار إلى أن تقارير استخباراتية أمريكية كشفت مؤخرا عن دخول أسلحة إيرانية إلى اليمن، وأكد أنه يجب الأخذ في الاعتبار امتلاك إيران قاعدة عسكرية في إريتريا يمكن استخدامها لشن هجمات على قوات الرئيس اليمني الراحل. وشدد أبو النور على أن إيران تنفق مبالغ طائلة لدعم ميليشيا الحوثيين منذ 2006، وتعول عليها لتدمير اليمن باعتبارها إحدى أذرعها في المنطقة، كما كانت تأمل أن يكون الحوثيون محاكاة لتجربة ميليشيا «حزب الله» الإرهابي في لبنان، لذا ستقاتل من أجل دعم ميليشيا الحوثي للحفاظ على بقائها. وأوضح الخبير في الشؤون الإيرانية أن خسارة إيران في اليمن بعد القضاء على أي دور لميليشيا الحوثي قد تدفع طهران إلى فتح ساحات جديدة وتأجيج جبهات أخرى داخل الوطن العربي وعلى رأسها لبنان وسوريا، وطالب حزب الرئيس السابق صالح وقواته بضرورة التعاون مع قوات التحالف العربي للقضاء على الانقلابيين واستعادة السيطرة على المناطق الرئيسة المختطفة بواسطتهم. انتهاء اختطاف اليمن بدوره، أشار خبير الشؤون العربية وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية المصري، المستشار أحمد البحيري إلى أن مسؤولي إيران فقدوا صوابهم بعد إدراكهم قرب القضاء على ذراعهم الحوثية خلال أيام وانتهاء اختطافهم لليمن، لافتا إلى تصريحات المتحدث باسم الخارجية الايرانية، المدعو بهرام قاسمي، التي دعا فيها اليمنيين إلى الهدوء وضبط النفس، وقال: «هذا يؤكد الرعب الذي تعيشه طهران بعد أن صار الحوثيون وحدهم في مواجهة كافة أبناء الشعب اليمني وهو ما يشير إلى اقتراب قطع إحدى الأذرع الإيرانية في المنطقة». ويشدد البحيري على أن إيران تتوهم أن بمقدروها أن تعيد رسم السياسية اليمنية بدعوة القبائل والأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية اليمنية إلى التوحد ضد قوات التحالف بقيادة المملكة، لافتا إلى أن أبناء الشعب اليمني يدركون حاليا أهمية الدور السعودي الداعم لوحدة بلادهم، والرافض لأي تدخل خارجي خصوصا من الدولة الفارسية التي تخطط للعبث بأمن واستقرار الوطن العربي.