وصف جمال أمين همام الخبير بمركز الخليج للأبحاث في جدة أن ما يشهده اليمن حاليا هو انتفاضة شعبية ضد مليشيات الحوثي بسبب ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية، الاجتماعية، والأمنية، وغيرها في اليمن منذ استيلاء مليشيات الحوثي على الحكم بالقوة وإزاحة الشرعية وعدم احترام إرادة الشعب اليمني، ومخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، ومقررات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. في الوقت الذي لا تتمتع فيه هذه المليشيات بأي قدرات في إدارة الدولة، أو أي خبرات تؤهلها للحكم، أو قبولها للشراكة مع مكونات الشعب اليمني في الحكم، وهدفها الوحيد هو الاستيلاء على الحكم، وتنفيذ أجندة مذهبية طائفية غريبة على اليمن والشعب العربي اليمني، وقبلت أن تكون أداة في يد نظام طهران. وأوضح جمال أمين همام "للرياض" أن مليشيات الحوثي لم تهتم بشأن اليمنيين ودمرت الاقتصاد ونهبت محتويات البنك المركزي وجعلت الأسواق اليمنية خالية حتى من أدنى مقومات الحياة ومنها الطعام والدواء، ولا يعنيها ذلك كونها تمثل وتنفذ أيدولوجية إيران التي لا يعنيها الشعب اليمني، بل يعنيها نشر الأيدلوجية الفارسية التي تلبسها ثوبا طائفيا ولتكون اليمن منصة لانطلاق الأجندة الفارسية المذهبية الطائفية وتكون مليشيات الحوثي هي الذراع أو الأداة لتنفيذ ذلك كما هو حال "حزب الله" في لبنان الذي يمثل الأداة التي تستخدمها إيران للسيطرة على صناعة القرار في لبنان وسورية. وأكد جمال همام، أن الشعب اليمني بعد ثلاث سنوات من انقلاب مليشيات الحوثي في اليمن اكتشف أكذوبة ما روجت له هذه المليشيات التي رفعت شعارات براقة خادعة تحت لافتة العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، وكانت النتيجة أن أصبح اليمن مقسما فعلا على أرض الواقع، وتحول إلى ساحة صراع وحرب بالوكالة لإيران، وانتشار الإرهاب، واكتشف الشعب اليمني أنه فقد مقومات حياته وانعدم أمنه، وأن مليشيات الحوثي تجاوزت كل الأعراف والقوانين وجندت الأطفال واختطفت وقتلت الرجال وشيوخ القبائل، ودمرت المساجد، وافتتحت الجامعات والمراكز التعليمية لتعليم اللغة الفارسية والفكر الطائفي لتغيير الهوية الثقافية والعقائدية والإرث الثقافي في مهد العرب. إضافة إلى جهل هذه المليشيات بتركيبة المجتمع اليمني القبلي والذي تلعب فيه القبيلة دورًا مهمًا في الحكم ومساندة الحكومة، أي أرادت المليشيات الحوثية العبث بمكونات الشعب اليمني ما جعلها ملفوظة وغير مقبولة من كافة أطياف النسيج اليمني. وطالب جمال همام دول التحالف العربي، وجامعة الدول العربية، بمساندة هذه الانتفاضة الشعبية التي هبت بعفوية ضد أقلية ضئيلة جدا اختطفت اليمن وجعلته تابعا لإيران، تحت غطاء آلة إعلامية إيرانية تخالف الحقائق، وتحاول تسويق شرعية حكم أقلية متناهية الصغر، مع محاولة هذه الآلة قلب الموائد وتزييف الحقائق مستغلة الضعف الإعلامي للشرعية في اليمن، ومستغلة رغبة دول وإعلام في الغرب إطالة أمد الصراع في اليمن عن قصد، أو عن جهل بحقيقة ما يدور في اليمن. ومن ثم على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في دعم الشعب اليمني واختياره، ودعم الشرعية المعترف بها من أجل إرساء مبادئ القانون الدولي، وعدم تكريس شريعة الغاب واختطاف الدول ومقدراتها من جانب جماعات مسلحة خارجة عن القانون وخارجة عن سيطرة دولتها. وأضح جمال أمين همام أن المجتمع الدولي مسؤول عما يعانيه الشعب اليمني حاليا وما جعله يثور ضد مليشيات الحوثي، حيث بدا المجتمع الدولي عاجزا عن إنقاذ اليمن من براثن انقلاب الأقلية، وبدا موفد الأممالمتحدة غير قادر على تقديم أي رؤى إيجابية، أو تقديم حلول مقنعة ما أوحى إلى الانقلابيين أن هناك استرخاء أو قبولا دوليا بهذه المؤامرة على اليمن ومنطقة الشرق الأوسط. واختتم جمال همام بتوجيه الشكر للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الذي يقاوم هذا الانقلاب ويقطع الطرق على إيران التي تنفث سمومها في المنطقة والتي تريد تحويلها إلى ساحة حرب بالوكالة ضد الأمة العربية.