يعقد وزراء الخارجية العرب اليوم الأحد اجتماعا طارئا بناء على طلب المملكة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، لاتخاذ موقف عربي موحد ضد «انتهاكات» إيران في عدد من الدول العربية، التي كان آخرها تطاول ميليشيا الحوثي ذراعها الإرهابي في اليمن، واستهداف منطقة الرياض بصواريخ باليستية، في تصعيد غير مسبوق يكشف حقيقة الأطماع والتهديدات الإيرانية وحزب الله للخليج والمنطقة العربية كافة، علاوة على دورها في إثارة القلق في لبنان ودفع رئيس الوزراء سعد الحريري إلى الاستقالة بعد تهديده عن طريق حزب الله بالاغتيال في حال لم يستجب لمطالب الحزب الإرهابي في التدخل في الشؤون الداخلية للدولة اللبنانية. وبحسب مذكرة وزعتها الأمانة العامة للجامعة العربية على الدول الأعضاء، فإن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري سينعقد اليوم في دورة غير عادية بعد موافقة البحرين والإمارات على الطلب السعودي وبعد التشاور مع جيبوتي التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة. تصعيد طهران ويقول المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد: «إن اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم سيبحث التدخلات الإيرانية في الشأن العربي خصوصا بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخراً والتي تعد تصعيدا خطيرا من طهران، إذ أن استهداف العاصمة السعودية بصاروخ باليستي من الأراضي اليمنية يتطلب وقفة عاجلة من كافة الدول العربية، كما أن زيادة الأعمال التخريبية في البحرين والتي كان آخرها الحريق الذي اندلع في أحد أنابيب النفط، وتوجيه وزارة الخارجية البحرينية الاتهام لإيران بالضلوع في هذا العمل الإرهابي التخريبي، كلها أزمات تثير القلق»، لافتا إلى أنه أضيف لهذه الملفات الشائكة الأزمة اللبنانية التي زادت من حدة التوتر. وأضاف أبوزيد: إن موقف مصر من تلويح بعض الدول بتهديد دول عربية عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة، إذ شدد على أن الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج هو امتداد للأمن القومي المصري، وأشار إلى أن القاهرة تتفهم دوافع الرياض في الدعوة لاجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية بجامعة الدول العربية خصوصا بعد الانتهاكات الإيرانية بمد ميليشيا الحوثي بالصواريخ والأسلحة لاستهداف المملكة، لافتا إلى أن مصر من أوائل الدول التي تجاوبت لهذه الدعوة وتتضامن مع المواقف السعودية في هذا الشأن. مواقف موحدة ويرى المتحدث باسم الخارجية المصرية أن اجتماع اليوم سيتضمن اتخاذ مواقف موحدة إزاء عدد من القضايا الملتهبة في المنطقة العربية وفي مقدمتها التدخلات الإيرانية في شؤون عدد من الدول العربية، مشيرا إلى أن المنطقة تمر بمرحلة خطيرة ومن المهم للغاية إرسال رسائل تشمل رؤية موحدة بشأن أي تهديد يمس الأمن القومي العربي. من جهته، أشار الخبير في الشؤون العربية ورئيس حزب صوت الشعب المستشار أحمد البراوي إلى أن الفرصة سانحة أمام العرب لاتخاذ موقف رادع ضد إيران، بعد أن كشفت عن وجهها القبيح بمحاولة فرض وجودها بالمنطقة العربية وتحقيق أطماعها بتمزيق وحدة العرب، مؤكدا أنها تسعى إلى تدمير اليمن عن طريق ميليشيا الحوثي، كما فرقت اللبنانيين بزرع ميليشيا حزب الله، لكنَّ تصدي العرب لهذه الأطماع في هذا التوقيت من شأنه تلجيم هذه المخاطر الإيرانية. وأوضح البراوي أن كافة التقارير الدولية الصادرة من أجهزة استخبارتية لدول كبرى تؤكد ضلوع طهران في دعم وتمويل الإرهاب، لذا فإن اجتماع اليوم بمثابة فرصة جيدة لاتخاذ مواقف أكثر تشددا ضد الدولة الفارسية التي تتوهم أن بمقدورها أن تفرق شمل العرب وتستعيد إمبراطوريتها الغابرة. الصمت العربي وقال الخبير في العلوم السياسية، صلاح عبد الحميد: «إن العرب أهدروا فرص عدة لتقليم أظافر إيران التي باتت تشكل تهديدا مباشرا لأمن واستقرار المنطقة العربية كافة»، لافتا إلى أن المواقف الأخيرة لنظام إيران بتهديد رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري بالاغتيال عن طريق ميليشيا حزب الله، ثم مد ميليشيا الحوثي المختطفة لشرعية اليمن بالأسلحة والصواريخ لاستهداف الأراضي السعودية يعد بمثابة بلطجة إيرانية بعد أعوام من الصمت العربي على مؤامراتها ومخططاتها ضده، وشدد على وقفة حازمة وقرارات رادعة ضد هذه الدولة المارقة التي تسعى إلى فك لحمة العرب، وتشريد أبنائه لاستعادة أمجادها الزائفة في المنطقة. وطالب عبد الحميد الجامعة العربية بتوثيق الانتهاكات الإيرانية الأخيرة خصوصا الصاروخ الباليستي الذي أطلق على الرياض، والتقدم بطلب عاجل لمجلس الأمن لفرض مزيد من العقوبات على طهران لوقف خطورتها على المنطقة العربية. بدوره، شدد الخبير الإستراتيجي اللواء علاء عز الدين على خطورة الدور الإيراني في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن طهران التي تسيطر على مضيق هرمز تأمل في التواجد بقوة في البحر الأحمر وإحكام قبضتها على باب المندب وخليج عدن. وأشار اللواء عزالدين إلى أن التحالف العربي بقيادة المملكة أحبط مؤخرا عمليات لتهريب أسلحة إيرانية وتسللا لعناصر فارسية تخطط لعمليات تخريبية في تلك المواقع الإستراتيجية المهمة، لافتا إلى استغلالها لذراعها الإرهابي المتمثل في الحوثيين؛ للسيطرة على هذه المنافذ البحرية المهمة، وأكد أن هذه الوقائع بمثابة أدلة دامغة يمكن استغلالها في اجتماع وزراء الخارجية العرب لتقديم شكوى ضد إيران للأمم المتحدة بتهم الإضرار بالأمن القومي العربي.