تسعى كافة الدول بصورة حثيثة لإيجاد قيادات شابة (ذكورا وإناثا) مؤهلة علميًا وعمليًا لأخذ زمام المبادرة في تحمل المسؤولية الوطنية لإدارة وتطوير البلاد بمختلف المجالات سواء الاقتصادية أو الصناعية أو العمرانية أو الاجتماعية وغيرها، حيث إن الدول لا تستطيع أن تبقى على مستواها المتقدم إذا لم تواصل تطورها بصورة مستمرة دون توقف أو تراجع لأي من عناصر التنمية التي تشمل جميع مرافق الحياة. إن تأهيل قيادات شابة من أبناء الوطن الأعزاء سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي يعتبر أمرًا هامًا جداً في هذه المرحلة التاريخية من نهضة المملكة العربية السعودية لتحقيق (رؤية 2030) والتي نطمح أن نراها على أرض الواقع الحقيقي (بإذن الله)، ومما أعجبني في هذا المجال المشروع الخيري الذي أقيم خلال هذه الفترة (أكاديمية المهيدب لتطوير القيادات)، حيث أرى أنه تطور نوعي في المبادرات الخيرية؛ لأننا حاليا بحاجة ماسة لمثل هذه المشاريع التنموية التي تخدم فئات عديدة بالمجتمع لكي يساهم الجيل الجديد بأخذ دوره وتحمل مسئوليته في النهضة الحديثة التي تتطلب نقل التقنية وتطوير الصناعات المتقدمة محليًا، بالإضافة إلى الرفع من المستوى العلمي والثقافي للمجتمع بكافة المناطق سواء بالمدن أو القرى أو الهجر لكي تكتمل حلقة التطور لتشمل الجميع دون استثناء سواء الرجل أو المرأة والكبير أو الصغير حتى نحقق رؤية النمو الكامل الذي يستفيد منه جميع أبناء الوطن العزيز. ولا شك أن وجود عدد كبير من القيادات الشابة (ذكورا وإناثا) المؤهلة علميًا وعمليًا هو مكسب حقيقي وأساسي لأي مجتمع راقٍ ومتقدم، لأنه بذلك يستطيع التماشي مع أي تطوير تقني وفكري في المستقبل. إن مفهوم تأهيل القيادات يعتبر توجهًا إيجابيًا جداً ويتطلب أن نوجه له انتباها كبيرا في هذه المرحلة المهمة من نهضة المملكة العربية السعودية؛ لأننا يجب أن نعتمد على سواعد أبنائنا ليكونوا هم رواد التنمية وهم الأشخاص الذين يقودون مقدرات الوطن للرفع من شأنه في كافة المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو العمرانية وغيرها، ولا شك أن أي دولة ليس لها نهضة حقيقية بدون سواعد أبنائها الأبطال الذين يحرصون ويتفانون لخدمة بلادهم وشعبهم الكريم... وإلى الأمام يا بلادي.