أعلن الكرملين، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري اتصالا هاتفيا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبالرئيس الأمريكي دونالد ترمب لبحث تطورات الملف السوري. جاء ذلك غداة إعلان الكرملين أن زيارة رئيس النظام بشار الأسد إلى سوتشي الاثنين ولقاءه بالرئيس الروسي بوتين كانت لضمان موافقته على مبادرات سلام محتملة توصلت إليها روسياوإيرانوسوريا. وقال الكرملين: إن اجتماع بوتين والأسد وضع أساس محادثات هذا الأسبوع بين روسياوإيران وتركيا، وإنهما ناقشا السبل المحتملة لتحقيق تسوية سياسية في سوريا. ووفق الكرملين فإن بوتين اعتبر أن سوريا بصدد الانتهاء من الحرب على الإرهاب. كما بحث الجانبان المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية في سوريا، على أن تكون التسوية في سوريا سلمية وقضية رئيسية بعد انتهاء الحرب على الإرهاب. إلى ذلك قال بوتين: إن مبعوثه الخاص سيطلع اجتماعات المعارضة السورية في الرياض. من جهته اعتبر الأسد أن ثمة حاجة لدعم روسيا لضمان عدم تدخل دول أخرى في الحوار بين السوريين، كما بحثا عقد مؤتمر بشأن سوريا. وكان متحدث باسم الكرملين قد قال: إن الزيارة التي قام بها بشار الأسد، الاثنين، لروسيا استغرقت أربع ساعات فقط، وهي زيارة أكد فيها بوتين للأسد وجوب البدء بالعملية السياسية. وأكد الرئيس الروسي أن اللقاء يهدف إلى مناقشة «التسوية السياسية والسلمية على الأمد الطويل» في سوريا التي يفترض أن تلي هزيمة الإرهاب. ويعتقد أن الرئيس الروسي قد طلب من الأسد الاستعداد لتقديم تنازلات، ومنها التخلص تدريجياً من سيطرة الميليشيات الإيرانية. ويعتقد ان الإيرانيين قلقين من زيادة النفوذ الروسي في سوريا على حسابهم. ووقت الزيارة القصير تبدو وكأنها استدعاء من موسكو للأسد وتزويده بتعليمات، وهذا ما تخشاه إيران، خاصة أن الولاياتالمتحدة والدول الفاعلة في المنقطة تتجه إلى تخليص سوريا والعراق من الميلشيات الإيرانية. ولا تود روسيا أن تدافع عن ميليشيات تنشر الاضطرابات في المنطقة.من جانبه أعلن رئيس الأركان الروسي، فاليري غيراسيموف الثلاثاء أن «المرحلة النشطة من العملية العسكرية» في سوريا حيث تتدخل القوات الروسية لدعم نظام بشار الأسد «تشارف على الانتهاء». على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل الجنرال بالحرس الثوري الإيراني علي رضا نظري، بمعارك البوكمال جنوب محافظة ديرالزور، شرق سوريا، بالإضافة إلى 4 عناصر من الحرس الثوري، وذلك بعد يومين من مقتل رئيس وحدة الاقتحام بالحرس الثوري الإيراني في سوريا اللواء خيرالله صمدي. وكان العقيد علي رضا نظري ضابطا متقاعدا وقائد وحدة المدفعية في لواء ميرزا كوتشك خان، بحسب ما نقلت وكالة (إسنا) عن رئيس مؤسسة (الشهيد) في منطقة رودسر، بمحافظة غيلان شمال إيران. كما قتل كل من مهدي موحد نيا من ميتة سبزوار، شمال إيران وعارف كايد من مدينة دزفول جنوب غربي البلاد، وهما من منتسبي الحرس الثوري بالإضافة إلى بابك نوري هريس، من منتسبي ميليشيا الباسيج، من مدينة رشت (شمال إيران)، بمعارك البوكمال، حيث تدور معارك شرسة بين داعش من جهة، وقوات النظام وحلفائها من الحرس الثوري والميليشيا من جهة أخرى، التي تمكنت من استعادة السيطرة على المدينة من أيدي التنظيم، الأحد. ومنذ السيطرة على مدينة البوكمال الأحد، بدأت وسائل الإعلام الإيرانية بحملة دعائية واسعة تروج للانتصارات ضد داعش لتنسبها إلى طهران وحلفائها، وقد ألغت دور التحالف الدولي في دحر التنظيم الإرهابي، كما تجاهلت دور الحرس الثوري وميليشياته في ظهور داعش نتيجة قمع ثورة الشعب السوري السلمية، وإطلاق يد الجماعات المتطرفة وتغذيتها.