أكد رجال أعمال متخصصون في النفط والغاز من مملكة هولندا، حرصهم على تأسيس شراكات عدة مع نظرائهم في المملكة، خصوصا المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مشيدين بالبيئة الاستثمارية التي تتمتع بها السوق السعودية، ومدى ملاءمتها لإمكانات الشركات الهولندية، خصوصا في الصناعات المعتمدة على النفط والغاز. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع عددا من رجال الأعمال الهولنديين ونظرائهم السعوديين (من المنطقة الشرقية)، الأحد الماضي، حضره السفير الهولندي لدى المملكة جوست رينتجيس، الذي أكد عمق العلاقات الاقتصادية بين المملكة وهولندا، وأنها ضاربة في التاريخ، إذ تعود إلى عام 1872، عندما انشئت قنصلية هولندية في جدة، وقد تعززت وتطورت مع مرور الوقت خاصة مع تزايد الفرص الاقتصادية بين الطرفين، تحديدا في قطاعي النفط والغاز، مبينا أن المستقبل يحمل في طياته الشيء الكثير. وأوضح عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالمحسن الفرج، أنه تماشيا مع رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، حددت المملكة الرغبة في التحرك نحو اقتصاد أكثر استدامة وتنوعا، مع دور رئيسي لقطاع الطاقة، ودور محوري للقطاع الخاص، مؤكدا أهمية هذا اللقاء مع وفد ممثلي شركات النفط والغاز الهولندية حيث إن المملكة وفرت فرصا تجارية واستثمارية هائلة في هذا القطاع، ولديها برنامج أكثر طموحا بموجب رؤية 2030 يهدف إلى تقليص اعتماد المملكة على اقتصادها القائم على النفط، والتحول نحو تنوع الصناعات المختلفة بما فيها الصناعات التي تعتمد على النفط والغاز، ما يعني أن ثمة فرصا متاحة أمام الشركات الهولندية في هذا المجال.. معربا عن أمله في استفادة الشركات الهولندية من الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة في المملكة، خصوصا في قطاعات الطاقة، وإقامة شراكات مع المستثمرين المحليين، خاصة وأن إنشاء كيانات تجارية جديدة في المملكة بات أمرا سهلا ومربحا للغاية. وأشار إلى أن هولندا تعد شريكا تجاريا رئيسيا للمملكة، إذ تفيد الإحصاءات بأن التجارة الثنائية بلغت نحو 19.2 مليار ريال في عام 2016، وبلغت قيمة الصادرات السعودية إلى هولندا 13.6 مليار ريال، فيما بلغت وارداتها 5.6 مليار ريال. من جانبه، قال ساندر فيرجرويسن، العضو المنتدب لشركة إيرو - رابطة الموردين الهولنديين في صناعة النفط والغاز والصناعة المتجددة البحرية: إن الشركات الهولندية تنظر بعناية إلى المملكة، خاصة مع التوجه الجديد الذي يركز على الاقتصاد غير النفطي والاعتماد على الطاقة المتجددة، حيث من السهل أن يكون لدينا العديد من الشركات ذات الخبرة في هذه القطاعات، وإن هذا التوجه يبدو مشجعا للشركات المتوسطة والصغيرة السعودية على التحالف معنا لنصبح شركاء أعمال وشركاء في مجال التكنولوجيا، إذ نحن نتطلع إلى المزيد من المشاريع المشتركة والشراكة في الأيام المقبلة.