تنفذ مملكة هولندا خططا استثمارية استثنائية تستهدف المملكة العربية السعودية وذلك لمضاعفة حجم التبادل التجاري والصناعي بين البلدين حيث أوعزت لنحو 500 شركة هولندية في مجال النفط والغاز والطاقة والإنشاءات الهندسية والحلول المبتكرة للشروع في مفاوضات مع الشركات السعودية لتأسيس تحالفات ومشاريع مشتركة تقدر باكثر من 50 مليار ريال واضعة ثقتها الكبيرة بمتانة وقوة الاقتصاد السعودي والاستقرار الأمني والمناخ الاستثماري الخصب المدعم بمئات الفرص الاستثمارية. كشف ذلك في حديث خاص ل"الرياض" سفير مملكة هولندا لدى السعودية رون ستريكر وقال لقد بدأت بالفعل بوادر تفعيل تلك الخطط حيث شرع قياديو نحو 25 شركة من صفوة شركات النفط والغاز والطاقة في هولندا بزيارة مواقع الإنتاج والصناعة بالمملكة وترتكز أهمها بالمنطقة الشرقية ولاسيما بالجبيل الصناعية التي تحتضن أكبر الاستثمارات البتروكيماوية والنفطية المكررة بقيادة شركتي ارامكو وسابك واللتين نجحتا في إقامة مشروعين ضخمين مع شركة شل الهولندية أحدها شركة مصفاة ارامكو شل (ساسرف) والآخر مع سابك في مشروع (صدف) واللتين يتجاوز حجم استثماراتهما 19 مليار ريال وتعدان من أكبر المصافي والمشروعات البتروكيماوية المشتركة حيث تنتج الأولى مشتقات النفط المكررة بطاقة تزيد عن 300 ألف برميل يوميا فيما تنتج الأخرى نحو خمسة ملايين طن من البتروكيماوية المختلفة. وبين السفير الهولندي بأن تلك المساعي والاهتمامات الكبيرة من قبل الجانب الهولندي لتصعيد حجم الاستثمارات بالمملكة أثمرت عن زيادة حجم التبادل التجاري بين المملكة وهولندا حيث قفز حجم الصادرات الهولندية للسعودية من (8.304) بليون ريال ما يعادل (1.6) بليون يورو عام 2009 إلى (9.342) بليون ريال ما يعادل (1.8) بليون يور عام 2010، فيما ارتفع حجم الصادرات السعودية لهولندا من (16.608) بليون ريال ما يعادل (3.2) إلى (17.127) بليون ريال ما يعادل (3.3) بليون يورو عام 2010، متوقعاً زيادة تلك الأرقام خلال العام الجاري 2011 والأعوام التالية. ومضى يقول لقد بحث المستثمرون الهولنديون الفرص الاستثمارية بالسعودية وهم على وشك انتزاع أبرزها وأهمها وأكثرها إستراتيجية وقد شرعت السفارة الهولندية بتسهيل إجراءات استخراج الفيزا للمستثمرين السعوديين الراغبين في إقامة مشاريع مشتركة ولاسيما شركة سابك التي ترتبط بعمق العلاقة مع الصناعيين الهولنديين وذلك نظراً لقوة استثمارات سابك في هولندا بعد استحواذها على قطاع شركة (دي اس أم) للبتروكيماويات في هولندا وما نفذته سابك من توسعات في مصانعها في هولندا أسهمت في تعزيز قوة الاقتصاد الهولندي. ومن جانبه أعلن رئيس شركة بتروغاز الهولندية في الشرق الأوسط فان مونستر عن رغبة شركته الجادة في دخول السوق السعودي بكل قوة ومنافسة حيث تتميز شركته في بناء الأعمال التصميمية والهندسية والتصنيعية لوحدات أنظمة الغاز والكهرباء وتقديم الحلول التقنية والابتكارية لمعامل الغاز والمشاريع البتروكيماوية ومحطات توليد الطاقة وإنتاج المياه وغيرها من المشاريع الإستراتيجية التي ندعمها أيضاً بالمعدات والأجهزة المتخصصة الدقيقة والفريدة من نوعها في العالم الصناعي.