تطورت العلاقات الاجتماعية بشكل مطرد، حتى أضحى الإنسان معلوم التواجد في العالم الافتراضي كما في الواقع بل وأكثر. فالبعض ممن يتابع محبيه أو أقاربه يتفحص مواقع التواصل الاجتماعي ليرصد اخر ظهور لهم. يستشعر البعض القلق نحو أصدقائهم إذا كان الانقطاع أكثر من المدة الزمنية المعهودة عنهم. حديثا عاتبني صديق لعدم سؤالي عنه لمجرد غياب دام ستة أيام فقط. واستشهد في عتابه لي بعدم متابعتي لموقعه في سناب شات حيث كان يوثق يومياته داخل المستشفى وعلى السرير الأبيض! وقد زاره العديد من متابعيه. وزاد درجة العتاب بأن عددا ليس بالقليل ممن زاره هم ليسوا بمستوى نفس الصداقة. ولكونه في حالة زعل ولرفع العتب، شرحت له أني لا أتابع ولا اشغل برامج سناب شات الا ما ندر لأني لست مولعا بتطبيقات التواصل الاجتماعي فضلا عن اني اعمل بتراتيب الأهم فالمهم في شؤون الالتزامات والحياة. هنا استحضرت حالة تأمل كتبته قبل مدة عن التفاعل مع المحيط من خلال برامج التواصل الاجتماعي في حالة الانقطاع المؤقت: من جميل التأمل في حالة الانقطاع عن العالم لسبب العلاج حيث يرقد الانسان على السرير الابيض، يعيد اولويات الامور ويتأمل أثره فيمن حوله. وهذا عشته شخصيا العام الماضي بعد اجراء عملية. أما في حالة الانقطاع بسبب السفر، فحالة التأمل بوجود الانسان غريبا بين اناس لا تعرفهم تجعلك تدرك اهمية الاخوان والاحبة واهمية الابتعاد عن كل ما قد يعكر صفو المحبة بينكم. ان عتاب زميلنا المذكور في صدر الحديث هو عتاب بحجة غريبة وهو عتاب ناشئ من قلة متابعة في العالم الافتراضي! ولا نعلم ما يخبئه لنا الدهر من عوالم جديدة وسلوكيات إنسانية مرافقة لذاك أو هذا من العالم الافتراضي الجديد أو عوالم الاتصال الاجتماعي. فقد يأتيك شخص آخر معاتبا لأنك لم تعلق على مقالته المسطرة على صفحات الفيس بوك او يأتيك آخر معاتبا لأنك لم تضع إشارة like على الفيديو المحمل في قناته في اليوتيوب او لم تتفاعل مع قصيدته المرسلة في قروب الواتس اب. لا اعلم الى متى تستمر هكذا موجات متقلبي الأمزجة والباحثين عن المتاعب. والاضطراب النفسي السلوكي في التعاملات البشرية من خلال الانغماس في الاستهلاك المفرط لتطبيقات التواصل الاجتماعي. أهمس في آذان المنغمسين في استهلاك تطبيقات التواصل الاجتماعي، لطفا استدركوا الواقع واستمتعوا بحياة متوازنة فكسب الأصدقاء وأفئدة من يعيشون حولكم بحسن الاحترام والتعامل اهم من كسب عدد متزايد من المتابعين في التويتر او اشارات like في اليوتيوب او تكوين اعداد كثيرة في قروبات الواتس اب او كثافة المتابعين في الفيس بوك.