عبر وزير الثقافة المصري السابق د. زاهي حواس عن سعادته بإطلاق ملتقى آثار المملكة الأول، مثنيا على دور الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، في عقد هذا الملتقى الكبير. جاء ذلك خلال إدارة د. حواس للجلسة الحوارية للتجارب الدولية في الآثار بحضور الأمير سلطان بن سلمان وبمشاركة كل من وزير الآثار المصري د. خالد العناني، ووزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا مظهر، ووزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، ووزير الثقافة اليمني مروان دماج. ولم يخف حواس انبهاره بما تحويه المملكة من هذا الكم الهائل من الآثار، منوها بدور الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في هذا الشأن، مشيرا إلى دعوته من قبل سمو رئيس الهيئة لزيارة «جدة التاريخية» في وقت سابق، شاهد خلالها كيف رُممت الآثار السعودية ووظفت بشكل احترافي جذاب. وختم عالم الآثار المصري مقدمته بالإشارة إلى أهمية إيجاد كوادر مدربة على كيفية توظيف محتويات المتاحف وتوفير برامج تدريبية مكثفة للنهوض بهذا المجال. وفي ذات الصدد، أبرز الدكتور خالد العناني التجربة المصرية في مجال الآثار، مؤكدا أن الآثار المصرية كانت سابقا تحت إدارة المجلس الأعلى للآثار الذي تم تحويله فيما بعد إلى وزارة. ثم سرد مقتطفات عن المتاحف المصرية مثل متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية الذي افتتح في أكتوبر 2014، ومتحف ملوي بالمنيا الذي أعيد افتتاحه في 2016. بدورها شددت وزيرة السياحة والآثار الأردنية على أهمية أن تعد الآثار ك «قصص» وتروى كاملة حتى تظهر مدى أخوتنا وترابطنا، ليبقى العرب دائما كجسد واحد تربطه علاقات ضاربة في التاريخ، مطالبة بمزيد من العناية والاهتمام اقليميا وعالميا بالآثار الأردنية، مؤكدة أنها تعمل مع فريقها بالوزارة على رفع مستوى هذا الاهتمام في مختلف الوسائل الإعلامية. من جهتها، قدمت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، شكرها لسمو الأمير سلطان بن سلمان على جهوده في العناية بالآثار السعودية والتعريف بها، مشيرة إلى دور سمو رئيس الهيئة في تعريفها بالآثار السعودية، مؤكدة أن السعودية في قلب كل فلسطيني والعكس كذلك، مشيرة إلى أن الآثار الفلسطينية تجد اهتماما واسعا من عموم الشعب، وأن هناك وعيا مرتفعا بأهمية الحفاظ على هذه الآثار؛ كونها تمثل الهوية الأصيلة للشعب الفلسطيني. مؤكدة أن توجه وزارتها الحالي ينصب على التواصل مع اليونيسكو لتوثيق الإرث الفلسطيني إلى جانب التطوير والترميم والتأهيل للآثار في فلسطين. وحول وجود علماء آثار فلسطينيين قالت الوزيرة: إن مما يدعو للفخر أن فلسطين خرّجت علماء آثار مشهورين على مستوى العالم، وهذا لم يمنع من وجود بعثات أجنبية بهدف تبادل الخبرات وتطويرها في ظل وجود 7 آلاف موقع أثري و50 ألف مبنى تاريخي يعمل فيها كوادر فلسطينية مؤهلة تأهيلا جيدا. وتطرقت معايعة إلى المتاحف الفلسطينية وواقعها، موضحة أن المتحف الفلسطيني للآثار يقع في مدينة القدس، وهناك متاحف في مواقع الاكتشافات تعرض موجودات الموقع على شكل قصة تروي قصة المكان بأكمله. من جهته، ألقى وزير الثقافة اليمني الضوء على واقع الآثار في الجمهورية اليمنية في ظل الواقع الأليم الذي تعيشه اليمن حاليا، إذ تعرضت المتاحف للتدمير والنهب من قبل الانقلابيين، مشيرا إلى نجاح الوزارة باستعادة 5000 قطعة بالتعاون مع الأهالي، ومن ثم تم حفظ هذه الآثار في خزانة البنك المركزي. من جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن انعقاد هذا الملتقى جاء نتيجة جهود جماعية عمل فيها الكثير من الكوادر لإخراجه بهذا الشكل، كاشفا سموه عن وجود نية بعقد ملتقى عربي للآثار -وربما عالمي- وقال: نعدكم بأن تسمعوا أشياء كثيرة مفرحة في هذا الجانب، لأننا سنستمر في هذا المجال الحيوي المهم، فهو جزء من مستقبلنا. الأمير سلطان بن سلمان خلال الجلسة الحوارية (اليوم)