يستمر نادي المنطقة الشرقية الأدبي في الحراك الثقافي وفي تفعيل دوره ونشاطه في المجال الثقافي والأدبي في المنطقة، وذلك عبر افتتاح الموسم الثقافي لعام 1439 هجري تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف- حفظه الله-. ويبدأ الموسم الثقافي بجرعة من الثقافة المركزة والمنوعة من خلال فعاليات مختلفة، ففي يومها الأول كانت هناك محاضرة بعنوان «منابع الحزن في الرواية السعودية» لصاحب السمو الملكي الأمير الأديب سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز. وصاحب تلك الفعاليات أيضا افتتاح معرض الفنان التشكيلي عبدالعزيز الشويش. وإضافة إلى ذلك كان هناك أيضا فعالية ملتقى الكتاب والتي تضمنت مشاركة ما يقارب ستين كاتبا وكاتبة من كتاب صفحات الرأي والأعمدة في الصحف المحلية. وقد امتد الملتقى ليوم واحد حيث تمت المشاركة بعدد من الورقات البحثية من مجموعة من الكتاب منها: عمقنا الثقافي، رسالة الكاتب السعودي للآخر، التصنيف والاقصاء، الثقافة والانتماء الوطني، والوئام الثقافي. ولا يتسع المقال لذكر كل النقاط في تلك الورقات التي نوقشت، ولكن اخترت منها مثالا الكلمة التي بدأ بها عضو مجلس الشورى الأستاذ عبدالله الناصر حيث قال: «ثقافة الأمة، أية أمة، هي المعيار الحقيقي لما وصلت إليه من نبوغ فكري وإبداعي، فأنت تحكم على الأمة الراقية والعظيمة من خلال إبداعها». إن مثل تلك اللقاءات والاجتماعات ضرورية من أجل إثراء الأفكار والرؤى، ومناقشة القضايا التي تهم ليس فقط الكاتب، بل أيضا قضايا الوطن والمجتمع ككل. وهي فرصة ثمينة للكاتب كي يسمع ويرى عن كثب آراء الكتاب الآخرين عن طريق الحوارات سواء أثناء اللقاءات أو حتى في حوارات ونقاشات غير رسمية وجانبية حيث تُظهر خبرات تلك النخبة في مجال الثقافة والأدب، وكذلك الاستفادة من خبراتهم وملامسة النضج في تجارب الأسبقين منهم في هذا المجال. الثقافة والأدب من الكتب وحدها لا تكفي، بل لا بد من الأحاديث مع النخب والمثقفين عن قرب حيث تستشعر تلك الانطباعات والتصورات لما يعانون ويحملون من خبرات متراكمة جاءت عن طريق سنوات من الجهد والعمل لتحصيل الثقافة والعلم والأدب. ومن أهم النقاط التي دار النقاش فيها الوطنية والولاء، التصنيف والاقصاء، الحرية والوعي، تراجع بعض النخب أمام زخم مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيراته. إضافة إلى ذلك تم التذكير على أنه مع «الكلمة» تأتي المسؤولية الاجتماعية على الكاتب، وغيرها من النقاط الهامة. وقد خرج الملتقى بعدة توصيات مهمة منها إنشاء إدارة لشؤون الكتاب بوزارة الثقافة تهتم بكتاب الرأي وقضاياهم وأدبهم، وترسيخ الثقافة في بناء الروح الوطنية، وتعميق الوعي بدور الشباب بحقوق الوطن، وضرورة مساهمة المؤسسات الإعلامية الوطنية والثقافية في توضيح أنواع وأشكال الأمن الوطني، وكذلك تعظيم تراثنا الحقيقي بكل أشكاله وإبرازه في كتابتنا في الداخل والخارج. وإنه لمن الجميل والمفيد أن تبقى تلك الاجتماعات واللقاءات مستمرة ولتصبح عادة سنوية حسنة، ويمكن أيضا تتوسع الفكرة لتعقد في مناطق مختلفة من مملكتنا الغالية حيث يلتقي معظم الكتاب على مستوى المملكة في أكثر من منطقة ومدينة لتعم الفائدة وتتبادل الخبرات وتتلاقح الأفكار.