رغم أنها ليست المرة الأولى الذي تستهدف فيها ميليشيات الحوثي المدن والأراضي السعودية بالصواريخ البالستية، بل وصل بها الامر أن حاولت استهداف مكةالمكرمة في يوليو الماضي، أشرف وأطهر وأقدس بقعة، لكن بحمد الله يتم بكل اقتدار اعتراضها من قبل الدفاعات السعودية، الا أن التطور الاخير من خلال استهداف الحوثي مدينة الرياض بالصواريخ البالستية في 4 نوفمبر الجاري، رغم ان الدفاعات السعودية تصدت لها بنجاح كالعادة وأبطلت مفعولها قبل أن تبلغ هدفها، كان تطورا خطيرا جدا في الحرب باليمن، تخطت فيه ايران كل الخطوط الحمر في الصراع مع السعودية بشكل خاص ودول المنطقة بشكل عام، تمثل في إعلان حرب من قبل ايران الداعم والضامن لهذه الميليشيات. تزويد ايران بهذا الكم من الصواريخ البالستية لجماعة إرهابية خارجة عن اطار الدولة أمر خطير يساهم في الاستمرار في الصراع وعدم الوصول الى حل سياسي للأزمة. كما انه يمثل تهديدا حقيقيا لدول الجوار والمنطقة بشكل عام. فلولا دعم النظام الإيراني للحوثيين لما تم استهداف الاراضي السعودية. كما ان كثيرا من الاسلحة يمكن ان تنتقل لكثير من الجماعات الإرهابية الاخرى في بلدان الصراع، مما يزيد من وتيرة الهجمات الإرهابية. أضف الى ذلك ان تزويد ميليشيات الحوثي بهذه الصواريخ هو استمرار في الانتهاك الصريح لقرار مجلس الأمن 2216، الذي يمنع تسليح الميليشيات الحوثية. وهذا الاستهتار بالنظام الدولي جعل مثل هذه الجماعة او غيرها تتمادى لعلمها بعدم وجود رادع يردعها. بل ان الاممالمتحدة مؤخرا أصبحت تحابي الجماعة من خلال تقارير تحتوي على كثير من المغالطات والتناقضات بل وتساوي بين قوات وقيادة حكومية شرعية، تمثل اليمن والشعب اليمني، ومعترف بها دوليًّا، وبين ميليشيا مسلحة خارجة عن اطار الدولة منقلبة على الحكومة الشرعية، وكان التقرير الاخير أبرز مثال عليها والذي ادرج التحالف الدولي ضمن القائمة السوداء ناسيا او متناسيا أن مشاركة التحالف أتت تلبية لطلب الحكومة الشرعية، وتنفيذًا لقرار الأممالمتحدة رقم 2216. كذلك فإن الاستمرار في تزويد الحوثي بالأسلحة الاستراتيجية التي تؤكد كثير من التقارير أنها صناعة إيرانية تم تهريبها للميليشيات عبر ميناء الحديدة، هو تهديد خطير لحرية الملاحة في مضيق باب المندب الاستراتيجي من خلال استهداف السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر أو إغلاق موانئها. ومضيق باب المندب هو مضيق استراتيجي للتجارة العالمية يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، وهو من الممرات المزدحمة لنقل النفط في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، وتعبره يوميا أكثر من 60 سفينة تجارية، كما ينقل 3 ملايين و300 ألف برميل نفط يوميا. وأخيرا يجب على المجتمع الدولي الإسراع في وضع حل للأزمة في اليمن وفق المبادرة الخليجية ومقررات الحوار الوطني وقرارات الشرعية الدولية ومحاسبة إيران على انتهاكاتها للقرارات الدولية وسلوكها المزعزع للأمن والاستقرار. كما ان للسعودية حق الدفاع عن أرضها وشعبها في الوقت الذي تراه مناسبا وفق ما صرح به بيان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الذي يكفله القانون الدولي ووفق ما نصت عليه المادة ال51 من ميثاق الأممالمتحدة.