لا يزال سوق الأسهم السعودية يحاول باستماتة المحافظة على دعم 6,800 نقطة الذي اقترب منه قبل أسبوعَين، حيث أنهى تداولات الأسبوع المنصرم على مكاسب بنحو 45 نقطة أي بنسبة 0.60%، وقد تبدو المكاسب ضعيفة لكن بالمقارنة مع حجم التذبذب الأسبوعي الضيق جدًّا أراه أمرًا إيجابيًا. ولا تزال حالة الاستغراب تسود المتداولين، ففي حين أن النتائج في مجملها إيجابية وأسعار النفط عند مستويات سنوية قياسية إلا أن السوق لا يزال يراوح عند أدنى مناطقه السعرية خلال العام الحالي، وقد أفسّر ذلك بعدم وجود قوة نقدية تدفع الأسعار للصعود، بالإضافة إلى أن المحافظ الاستثمارية والصناديق دائمًا ما تضعف حركتها خلال فترة النتائج؛ وذلك لإعادة تقييم مراكزها الاستثمارية، لذا أتوقع ابتداءً من الأسبوع الحالي ان يشهد السوق حراكًا لافتًا؛ نتيجة ظهور معظم نتائج الشركات خاصة القيادية منها، وهذا من شأنه رفع المستويات السعرية للسوق. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي، فقد بلغت نحو 15.9 مليار ريال مقارنةً بنحو 12.3 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا الارتفاع في السيولة مع استمرار احترام الدعم الأول للسوق يوحي بأن المؤشر على وشك الدخول في مسار صاعد جديد وذلك حتى المقاومة الأصعب عند 7,200 نقطة والتي يحدد التصرف السعري عندها الكثير من الأمور. التحليل الفني لا شك في أن احترام الدعم الأول عند 6,800 نقطة للأسبوع الثاني على التوالي يشير إلى رغبة السوق في معاودة الصعود مجددًا، وأجد أن الواقع الحالي مهيأ لذلك، ففي حين ارتفع مجمل نتائج الشركات وتحسّن أسعار النفط بالإضافة إلى الأخبار الواردة بتأجيل رفع أسعار الطاقة كلها أمور تصب في مصلحة ارتفاع السوق. فنيًّا أجد أن السوق مهيّأ فعلًا للصعود حتى مشارف 7,200 نقطة، لكن الأمر من وجهة نظري اختراق هذا الأخير حتى يؤكد استمرار الصعود حتى مستويات 7,700 نقطة ثم 8,000 نقطة على التوالي، أما عدم القدرة على اختراق 7,200 نقطة فيعني أن هناك احتمالية لمعاودة الهبوط وكسر القاع الأخير للسوق عند 6,800 نقطة. أما من حيث القطاعات، فأجد أن قطاع إدارة وتطوير العقارات قد وصل إلى دعم مهم جدًّا عند 4,100 نقطة، واحترام هذا الأخير يعني أن القطاع سيبدأ مسارًا صاعدًا جديدًا وصولًا إلى مقاومة 4,500 نقطة، وهذا الأمر سينعكس إيجابًا على السوق بلا شك، حيث إنه من أكبر القطاعات المؤثرة على المؤشر. أيضًا أجد أن قطاع الرعاية الصحية وصل إلى دعمه الأقوى عند 4,300 نقطة بعد موجة هابطة امتدت لأكثر من 4 أشهر فقد خلالها القطاع نحو 800 نقطة أي بنسبة 15%، وهذا الأمر ألقى بظلال سلبية على الشركات جعل بعضها يتراجع لأكثر من 30% تقريبًا. أسواق السلع العالمية واصل خام برنت سلسلة مكاسبه ليحقق هذا الأسبوع أكثر من 3% ويحافظ على مستوى 60 دولارًا، فنيًّا أجد أن الخام أغلق للأسبوع الثاني على التوالي فوق دعم 59.50 دولار، وهذا بلا شك يعزز فرص الخام للوصول إلى مقاومات 64 دولارًا ثم 70 دولارًا للبرميل. أيضًا أجد خام نايمكس تمكّن للمرة الأولى هذا العام من الإغلاق فوق قمة 55.25 دولار، وهذه إشارة إيجابية لاستمرار المسار الصاعد لكنها غير مؤكدة فلابد من استمرار الثبات فوق القمة الآنفة الذكر نهاية هذا الأسبوع أيضًا حتى يستمر الصعود نحو مقاومات 58 دولارًا ثم 64 دولارًا على التوالي.