بعد أن تداول لمدة 6 جلسات دون مستوى 7,000 نقطة أغلق سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم فوق النقطة النفسية الآنفة الذكر محققا مكاسب طفيفة بلغت 23 نقطة وذلك بعد أن تمكن يوم الخميس الماضي من تعويض جميع الخسائر الأسبوعية، ويبدو أن الفضل يعود في ذلك إلى نتائج الشركات القيادية التي ظهرت حتى الآن وكانت أفضل من الربع الماضي كمصرف الإنماء وشركة كيان، وإذا ما ظهرت بقية إعلانات القياديات هذا الأسبوع وكانت بمستوى سابقاتها فأتوقع أن ذلك سيكون محفزا جيدا للسوق للعودة فوق النقطة الفنية الأهم 7,200، وحينها ستعود الإيجابية للسوق بحول الله. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي فقد بلغت 12.8 مليار ريال مقارنة بنحو 16.6 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وبقراءة بسيطة للسيولة أجد أنها توحي بأن ارتداد الأسبوع الماضي كان ضعيفا وأن المسار التصحيحي للسوق لم ينته حتى الآن، لكن قد تختلف هذه القراءة إذا ما استمر السوق فوق مستوى 7,000 نقطة وارتفعت السيولة بشكل مطرد. التحليل الفني لا يزال المؤشر العام للسوق حتى الآن في مسار تصحيحي هابط ولا تأكيد على انتهاء ذلك حتى يعود المؤشر فوق مستوى 7,200 نقطة، لكن في المقابل يجب التنبه لمنطقة الدعم الهامة والتي تمتد بين 6,700 نقطة و6,800 نقطة والتي لا أتوقع أن السوق سيكسرها، لكن إذا ما حدث ذلك فإنه سيكون مؤكدا قويا على أن السوق في مسار هابط رئيسي وليس مجرد تصحيح وتبقى الأهداف السلبية حينها مفتوحة. لكن مع تحسن النتائج المتوقع مقارنة بالعام الماضي بالإضافة إلى التحسن الكبير على أسعار النفط لا أتوقع أن السيناريو السلبي سيتحقق، بل ستكون الفترة الحالية فترة بناء مراكز استثمارية جيدة إذا ما تم احترام الدعم الآنف الذكر، وسيرى المستثمر أثر قراره خلال الأشهر القليلة القادمة. أما من حيث القطاعات، فأجد أن قطاع البنوك كما كان ضاغطا على السوق خلال الأسبوع قبل الماضي فإنه ساعد المؤشر على ارتداد نهاية الأسبوع المنصرم؛ وذلك بعد ارتفاع نسبة التفاؤل بنتائج ربعية جيدة كما ظهرت على نتائج مصرف الإنماء. فنيا لابد من البقاء فوق دعم 5,100 نقطة ثم اختراق مقاومة 5,400 نقطة؛ لمواصلة الصعود. أيضا أجد أن قطاع المواد الأساسية قد لمس الدعم الرئيسي 4,600 نقطة وارتد بنجاح نهاية الأسبوع الماضي، لذا من المتوقع أن يبدأ القطاع مساره الصاعد بداية هذا الأسبوع مستهدفا مقاومة 4,900 نقطة والتي أصبحت عصية على القطاع منذ ما يربو على 7 أشهر. في حين أجد أن قطاع الاتصالات قد اقترب كثيرا من دعم 4,200 نقطة، واحترام هذا الدعم يعني أن القطاع سيبدأ مسارا صاعدا جديدا وسيخرج من الحالة السلبية التي عاشها طوال الأشهر الثلاثة الماضية. أسواق السلع العالمية يبدو أن الخلل في الحركة السعرية بدأ يظهر بين خامي برنت ونايمكس، فخام برنت لم يتمكن حتى الآن من اختراق أعلى قمة في سنتين والتي حققها خلال سبتمبر الماضي عند 59.50 دولار وهذا يوحي بأن الخام ربما يبدأ مسارا تصحيحيا قد يلامس معه الدعم الأول عند 53.75 دولار للبرميل. أما خام نايمكس فأجد أنه ما زال مهيأ لمواصلة المسار الصاعد وتحقيق مكاسب متوالية حتى مقاومة 58 دولارا للبرميل، وهو المستوى الذي لم يصل إليه منذ يوليو 2015، لكن يبدو أن موجة الأعاصير التي ضربت خليج المكسيك لا تزال تؤثر على الحركة السعرية للخام، هذا بالإضافة إلى احتمال وصول إعصار رابع إلى الجنوب الأمريكي.