هذا الإبهار الذي يغشى واقعنا ووسطنا الرياضي.. وذلك الحراك الذي صدم كل الأطراف الرياضية.. في كل اتجاه وزاوية ومطلب ومشاعر.. كل هذا ومازلنا ننتظر أكثر لا نعرف لماذا.. لأننا عشنا حالة تغيير في حالات كانت مشكلات أزلية عصية.. معالي رئيس الهيئة يصنع الحدث، فلم يعد هناك مجال حتى لنقاش القرارات أو مراجعتها أو تحليلها فالقبول الجماعي كان حاضرا.. فهل هذا صح أم خطأ؟.. القضية ليست هنا.. فهذا الحدث الصارخ أحدث موجات من المدح، ورياحا من الثناء، ومواويل من الإطراء وكلنا كذلك.. هذا النتاج كان غريبا جدا، فالكل بات متفقا وهذا شيء جميل.. وحالة الإطناب وما سماه البعض «تطبيلا» صارت متضخمة لدرجة يتعجب منها المتابع.. ويثير ذلك داخلي تساؤلات لماذا تتجه المدائح لشخص معالي رئيس الهيئة فقط ومازال الأمر مستمرا؟.. وهل يفترض أن تمتدح الأفعال أم الأشخاص؟.. أليست الفعائل هي التي تبقى والرجال سيرحلون مع الزمن؟.. وهل يتوجب مدح الأفعال لأجل الشخص أم تمدح الأشخاص لأجل الفعل؟ أظن وكثير متيقن أن معالي رئيس الهيئة لم يأتِ لأجل «الشو» وإلا كانت الخطط والقرارات مستقبلية وطويلة الأجل ومعقدة التنفيذ.. بل كانت القرارات هي أسرع ما يكون.. ولا أظن ان معالي رئيس الهيئة مهتم بالثناء والمدح ويقدمه على الرأي والتفاعل الناضج.. لذا يجب أن نتجه لما يحدث وألا نزعج بالمدح وما سموه «تطبيلا» صانع الحدث معالي رئيس هيئة الرياضة.. فالأمر لا يتطلب إلا تقييم وتقويم الأفعال وإضافة ما يفيد.. وطرح رؤى واعية حقيقية حول ما يحدث.. لذا علينا ان نترك الإسهاب والتكرار في الثناء والإطناب، ونحاول ان نصنع مجتمعا إعلاميا رياضيا، يسهم في البناء والتناغم والدعم للقرارات بالطرح والتحليل الهادف العارف، فالمؤسسة الرياضية تحمل راية الوطن في الاتجاه الرياضي، فعلينا أن نستبرئ لأمانتنا ونصدق مع معاليه ونكشف له ما يعينه على تحقيق العدالة والحزم والتنمية والتطوير.. وننشغل بأطروحات الابتكار واقتراح الأفكار ونكون له عونا على الخير والصلاح والاصلاح والنماء..