بعد إعلان مملكة البحرين عن عدم حضورها القمة الاستشارية لمجلس التعاون الخليجي القادمة إذا اشتركت فيها قطر، أخذ الإعلام القطري يرفع من وتيرة هجماته الإعلامية على منظومة مجلس التعاون الخليجي رغم علمه يقينا بأنها فارغة من أي محتوى عقلاني ومنطقي، وأنها تجاوزت كل الأعراف والقيم والمهنية الإعلامية المتعارف عليها. هي هجمات احتوت على مفردات لغة إعلامية غير معهودة من قبل أبناء الدول الخليجية ملئت بالتجاوزات والاساءات والتطاول على المجلس، ولعل من غرائب ساسة الدوحة تحميلهم المنظومة الخليجية مسؤوليات حل الأزمة القطرية القائمة وانهاء تداعياتها رغم أنهم يمثلون بمراوغاتهم وتملصهم من الاستجابة لمتطلبات الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب العقبة الرئيسية التي تحول دون تسوية الأزمة بطريقة عقلانية وصائبة. ويبدو أن الإعلام القطري مازال يستمرئ لعبة تضليل الرأي العام من خلال ربط الأزمة بموقف البحرين وهو ربط غير سليم، فموقف المنامة جاء للحفاظ على أمن وسلامة وسيادة أراضيها من انغماس الدوحة في بؤر الإرهاب وتعاونها الوثيق مع النظام الإيراني المصنف دوليا بأنه منظمة إرهابية وأنه الراعي الأول للإرهاب في العالم. ولاشك أن الحملات الإعلامية القطرية بممارستها لنهجها العدواني ضد المنظومة التعاونية وضد دول المجلس تحول دون اصلاح البين وتسعى لافشال الوساطة الكويتية، وافشال أي مسعى حميد لانهاء الأزمة القائمة، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بحرية التعبير بل لاعلاء شأن الممارسات الإرهابية التي يضطلع بها النظام القطري فقد أنفق بسخاء على المجموعات الإرهابية التي كانت تتلقى دروسا في الدوحة لنشر الفوضى والخراب والدمار في المملكة والبحرين والإمارات ومصر. الالتفاف على الحقائق المشهودة ومحاولة طمسها هو ما يمارسه الإعلام القطري، وسيظل التوافق الخليجي رغم ذلك قائما لتقوية الجسم الخليجي ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وعلى الشعب القطري أن يواجه ما يحاك ضده في الخفاء من قبل نظامه ومن قبل نظام طهران الإرهابي المتعاون معه لنشر خطاب الكراهية والتطرف والعنف بين صفوف الدول الخليجية والعربية. ولا يخفى أن النهج الذي يمارسه الإعلام القطري لا يصب في قنوات اطالة أمد الأزمة والحيلولة دون حلها ولكنه يصب كذلك في دعم المواقف الإيرانية والقطرية لنشر الإرهاب داخل دول مجلس التعاون الخليجي وداخل الدول العربية، وتلك مواقف تشكل خطرا داهما لا يتهدد دول المجلس وحدها ولكنه يهدد المصالح العربية بشكل عام ويهدد أمنها واستقرارها وسيادتها ورخاء أبنائها. العالم كله يقف اليوم وقفة قوية وصلبة أمام أكبر تحدٍ تواجهه البشرية في القرن الحادي والعشرين ويكمن في ظاهرة الإرهاب الآخذة في الزحف إلى كثير من الدول الخليجية والعربية والإسلامية والصديقة.