إطار معلق على الحائط بداخله صورة جميلة تستوقف كل من ينظر إليها، تثير الإعجاب، ألوانها، تفاصيل الرسمة الإطار المطلي بالذهب، لكن ثمة حقيقة لا يعرفها ولا يراها كل من ينظر لهذا الإطار، أن الصورة ممزقة وتم تجميعها وإلصاقها بعناية، كذلك الإطار المطلي به من الخدوش من الخلف ما لا يخطر على أحد وذلك لظروف نقله من مكان لآخر، أما الزجاج فهو معرض للانكسار بأي لحظة لأن هناك فارقا بسيطا بين حجمه وحجم الإطار. هذا الإطار قد يكون أسرة تظن أنها أفضل من أسرتك أو زوجين تظن أنهما يعيشان قصة أسطورية ليست كقصتك! أو شخص ناجح جدا في عمله وحياته المهنية لكن يفتقر لشعور مشاركة النجاح أو الإحساس به. لا تخدعك المظاهر التي ترى أو أنماط الحياة التي قد تظن أنها مثالية فالصورة ليست دائما كما تبدو! مع وسائل الاتصال الحديثة وبرامج التواصل الاجتماعي، أصبحنا نرى المزيد من الإطارات ونغفل عن حقيقة أن هذه الإطارات عبارة عن لحظة لا تتجاوز الساعة من حياة الشخص، أو مناسبة عابرة أو حدثا لا يتكرر فكيف نأخذه مقياسا لمدى جمال حياتهم مقابل عدم رضانا عن حياتنا. نحن لا نعلم كيف نبدو أمام الآخرين، ولعل الكثير يستوقفهم الإطار الذي يبرز حياتنا رغم ما فيها من تعب ومشقة. الله يقسم الرزق بين العباد ويأمرنا بالسعي والعبادة لنكون أفضل، لذا يجب أن ندرك أن خلف كل إطار جميل ومُلفت جهدا كبيرا ومحاولات كثيرة لرسم اللوحة الفاتنة بداخله واختيار إطارها وموقع تعليقها. ركز في رسم لوحتك، اختر ألوانك ورسالتك بعناية ثم ضعهم بالإطار المناسب، لأن الحياة أشبه بمتحف لا يوجد تنافس بين اللوح بل لكل واحدة جمالها ورسالتها وطابعها الخاص، وقيمة هذا المتحف تأتي من تنوع واختلاف اللوح المعروضة، وهذا ما ينطبق على المجتمع والبشر قيمتنا في اختلافنا وتنوعنا والابتعاد عن محاكاة حياة الآخرين؛ لأننا مختلفون وإن تشابهت بعض أمنياتنا ورغباتنا.