سؤال تناقشت فيه مع إحدى زميلاتي التاجرات المميزات، فقد كنا متفقتين سوية على مدى فترة طويلة بأن القيادة الناجحة هي النموذج السامي لتحريك الفريق والمنظمة نحو التفوق والتألق في عالم الأعمال الريادية، لكن بعد ممارسة مؤمنة بروح القيادة وسحر كلمة أعضاء الفريق ولأكثر من عشر سنوات، اكتشفنا أننا نتغنى على أوتار مقطعة وبالية، لماذا وكيف وصلنا لهذه النتيجة؟!. الحقيقة أنها بالصدفة كانت تتحدث مع شقيقها والذي يعمل في شركة عالمية ناجحة وبمنصب كبير، وقد حقق أرباحا هائلة مع مجموعة مميزة من الموظفين الأكفاء واللامعين، كل في مجاله. أخذت تحدثه عن هموم العمل وصعوبة القيادة وعبء بث الحماس في الفريق! وإذا به يتعجب منها ويحدثها عن أن وهم القيادة إنما هو لحن يدندن عليه الحالمون الرومانسيون، أما الناجحون فعلا فيجمعون حولهم أشخاصا بارعين جدا ومتفوقين في تخصصاتهم، إيجابيين متعاونين ومتواضعين يمتلكون حافزا داخليا للنجاح، ويحملون سويا راية واحدة ألا وهي النجاح المادي والمعنوي لتجارتهم، ولا تغريهم أحلام التدليل والمساندة المستمرة والتربيت على الأكتاف. بل يحملون على أكتافهم تلك مهام ينوء عن حملها ضعاف الناس الذين يعملون لأجل الراتب فقط، وليس من أجل تحقيق النجاح للمؤسسة أو الشركة!. بكل صراحة شاركتني صديقتي هذا المفهوم، والذي شعرت في لحظتها بأنه سكن عقلي وقلبي، وأيقنت تماما أنني أضعت سنوات ذهبية من عمري في محاولة خلق فريق متميز، وغفلت عن أن النجاح الحقيقي هو النجاح المادي الذي يتبعه التأثير في المجتمع والعطاء للناس وخدمة المصالح الأخرى، لا تضييع الوقت في تدريب أشخاص لا طموح لهم إلا حساب آخر الشهر، طبعا أتحدث بلا تعميم عن مجموعة لا بأس بها عملت معي لفترة ثم ذهبت كما يذهب اليوم الطيب بلا رجعة، لم أندم على بذل الجهد معهم، لكن أعتقد جازمة أن الجهد في حال وضع في أشخاص مناسبين لكانت النتيجة الآن مجزية للمؤسسة ولتجارتنا بشكل أفضل. ويشهد على ذلك المتميزون جدا معنا في المؤسسة، والذين يؤكدون الآن وتماشيا مع نظرتي الجديدة أن الإنسان المناسب في المكان المناسب مع التخصص والمهارة هو أحسن ما يمكن أن يحصل لأي مجموعة. تعلمت ولو انه متأخرا أن القيادة وهم، وأن الإدارة الصحيحة للعمل بما يناسب مع القدرات هو الحل لمن أراد بعد توفيق الله نجاحا باهرا. وشكرا لك صديقتي رنا، ألقيت في قلبي أملا حين ملأ عقلي الحيرة والإحباط! ختام الكلام لأحمد شوقي: وكن رجلا إن أتوا بعده يقولون: مروا هذا الأثر