برزت أسماء شابة إماراتية من العنصر النسائي في الأوساط الإعلامية والثقافية، وكذلك كاتبات وشاعرات ومن الأسماء التي برزت الشابة الإماراتية السعد المنهالي التي بدأت صحفية وكاتبة ثم استلمت رئيس تحرير ناشيونال جيوغرافيك النسخة العربية التي تصدر من العاصمة الإماراتية أبو ظبي وحول كيفية وآلية دور انتشار هذه المجلة وإداراتها من قبل رئيس تحريرها الشابة الإماراتية السعد المنهالي خرجنا بهذا الحوار معها: * من وراء اختيارك لرئاسة تحرير هذه المجلة المتخصصة؟ - جاء ترشيحي لرئاسة تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافييك العربية من قبل الإدارة العليا والرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للإعلام وقد تم مراسلة المقر الرئيسي للمجلة في واشنطن بالولايات المتحدةالأمريكية وإطلاعهم على سيرتي المهنية والعلمية وانجازاتي في مجال الإعلام واهتماماتي، ثم جاءت الموافقة المبدئية وأعقب ذلك اجراء مقابلة هاتفية وبعدها كان التعيين. * هل تعتبرين اول رئيس تحرير إماراتية تقود مجلة علمية متخصصة في هذا المجال؟ - نعم، وأعتقد أنها مسؤولية كبيرة وتحد غير تقليدي لمرأة إماراتية، ولكنني وبالتعاون مع فريق العمل المتميز الموجود آمل أن نحقق المزيد من النجاح للمجلة. * هل قدمت جديداً من لمسات تحريرية او اضافات جديدة لهذه المجلة؟ - تتمتع مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية منذ اطلاقها في اكتوبر عام 2010 بشكل تحريري مماثل تقريبا للنسخة الدولية، وهو خط ناجح ومميز وصل لدرجة عالية من التفوق المهني. وقد عملت النسخة العربية على مجاراة ذلك التمييز اللغوي والمهني سواء في المواد المترجمة وتقديمها مواداً بلغة علمية وراقية وفي نفس الوقت سلسلة وجذابة للقارئ العربي عبر استخدام مفردات قريبة من ثقافته وكأنها كتبت في الأساس بلغته. هذا تماماً ما اشتغل على تحقيقه في محتوى المجلة عبر كل جملة في صفحاتها. أدعو كل من لديه مادة تستحق النشر بمعايير المجلة أن لا يتردد في مراسلتنا اما الجانب الجديد والذي أضعه وفريقي هدفاً لنا في المرحلة المقبلة وخصوصا بعد أن اكملت المجلة عامها الثالث وبعد أن اكتسب الفريق الخبرة العملية المميزة لإنتاج مواد مناسبة بنفس المستوى العالمي، هو الاستفادة من ذلك بإنتاج محتوى خاص بجانب مترجم وخصوصا ان منطقتنا العربية الغنية فيها ما يستحق ان يتم رصده بعمق وبطريقة ناشيونال جيوغرافيك المتوازنة بالمعلومة العلمية والجذابة بالصورة الحقيقية البعيدة عن التكلف أو السطحية. هذا المنتج الذي اتطلع وفريق العمل في المجلة لإنتاجه وهو ما سيقدم للعالم صورة عميقة لمنطقتنا عبر وسيلة لها مصداقيتها العالمية. * مجلة الناشيونال جيوغرافيك العربية يظهر فيها نوعية الورق الممتاز والصور المميزة ومحتوى إعلامي مهم من يمول هذه المجلة؟ - المجلة هي جزء من أبوظبي للإعلام إحدى أكبر المجموعات الإعلامية وأكثرها تنوعاً في المنطقة، كما أنها تمتلك نسب توزيع مميزة في كل الدول العربية وشريحة كبيرة من القراء، وبالتالي فهو تمويل ذاتي بنسبة كبيرة. ونحن نلاحظ أن للمجلة قارئها المميز الذي يحرص على اقتنائها بشكل مستمر. تشكل المجلة ومنذ اطلاقها منذ ثلاث سنوات هدية اماراتية ذات طابع علمي وقيّم للقارئ العربي من المحيط إلى الخليج وهذا ما يظهر جلياً من خلال المحتوى المتميز والمعلومات القيّمة والهدايا الشهرية التي توزع مع المجلة مجاناً سواء الخرائط أو الأفلام العلمية. * ما هي خططك المستقبلية لتطوير وانتشار هذه المطبوعة ؟ - من اهم أسباب اختياري وتكليفي بهذا العمل هو خبرتي المهنية في مجال النشر الإلكتروني الصحفي. فخلال المرحلة المقبلة تقوم استراتيجية المجلة على إحداث نقلة نوعية في طريقة انتشارها وعرضها عبر كل المنصات الإلكترونية المتوافرة في المنطقة العربية وموجودة لدى القارئ العربي في اي مكان في العالم. والعمل على استثمار الهوس التكنولوجي الذي انشغل فيه الشباب العربي سواء باستخدامه التقنية كالأدوات او التطبيقات كمواقع التواصل في منحى اكثر فائدة بنشر المعرفة والعلوم عبر ما توفره مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية. * هل في نيتكم ايصال هذه المجلة الى دول الخليج والدول العربية في محتوى يخاطب القارئ الخليجي والعربي، مثلاً تبويب جديد في ملامح التحقيقات عن الدول الخليجية والعربية بشكل اوسع؟ - هذا ما نأمل تحقيقه مستقبلاً عبر انتاج مواد خاصة بمنطقتنا في محتوى يصل الى 20 بالمئة من مجمل انتاج المجلة. وهذا ما نتمنى ان تساعدنا فيه المؤسسات الخليجية والعربية المعنية بالطبيعة والبيئة وغيرها، سواء بتقديم مقترحات معينة لنلقي الضوء عليها أو عن طريق الاستجابة لطلباتنا بتوفير المعلومات وبيئات مناسبة للبحث والتحري العلمي. * ما هي العلاقة بين هذه المجلة وقناة ناشيونال جيوجرافيك؟ - نفس العلاقة بين قناة ناشيونال جيوغرافيك العالمية ومجلة ناشيونال جيوجرافيك العالمية حيث تربطهم العلاقة المؤسسية والبحثية في الجمعية الجغرافية الوطنية. لكن لكل منهما استقلاليتها الإدارية والمالية ولكن بشكل لا يعيق التعاون العام الذي يخدم الساعي للعلوم والمعرفة. وامتلاك أبوظبي للإعلام أيضا لقناة ناشيونال جيوغرافيك ساعد في ذلك. * لم نجد كوادر اماراتية او خليجية متخصصة في هذه المجلة.. لماذا؟ - تضم أبوظبي للإعلام بشكل عام مجموعة كبيرة من الموظفين الإماراتيين الواعدين والذين يمثلون نسبة كبيرة من القوة العاملة في المؤسسة بمختلف قطاعتها. ونحن في المجلة نتطلع إلى استقطاب المزيد من المواطنين، فكما ذكرت المجلة هي هدية إماراتية إلى العالم العربي وخير من يمثلها هم أبناء الوطن. وللتوضيح أكثر، تعتبر المجلة جهة نشر، حيث نتلقى مواضيع وتحقيقات مختلفة وادعوا عبر منبر جريدتكم كل من لديه مادة تستحق النشر بمعايير المجلة وبصور بمستوى ما ينشر لدينا ان لا يتردد في مراسلتنا وسيقدم له فريق التحرير في المجلة المشورة اللازمة لاستكمال العمل ليكون مستحقاً للنشر. إن معايير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية هي ذات معايير المجلة العالمية وهي مهنية ومتخصصة للغاية، وتتمثل بالمواد الغنية بالمعلومات العلمية والمعرفية والصور الجاذبة والحقائق المتوازنة. هذه المعايير والشروط تطرح تحديات عالية وترفع من سقف توقعاتنا من المواد التي من الممكن نشرها في المجلة. * المجلة بشكلها ووضعها الحالي وكلفتها العالية هل تستطيع ان تستمر وتتحمل تكاليفها ذاتياً؟ - المجلة ناجحة جداً. توزع المجلة العالمية اكثر من خمسة ملايين نسخة. واستمرارها لقرن وربع القرن دليل على نجاح منقطع النظير لا يقابله اي نجاح آخر في نفس التخصص او اي تخصص آخر. هذا النجاح لا يدع مجالاً للشك بنجاح المجلة عربياً. فالمواطن العربي مثل المواطن العالمي نهم للعلم والمعرفة ومحب للتأمل وراغب للتعلم؛ وعندما يتوافر له ذلك بشكل لائق وجذاب فأنه سيقبل وبشغف عليه. اراهن على القارئ العربي أولا لأنه يستحق الأفضل وثانيا لأنه فقط يريد ما هو لائق وحقيقي وعميق. وهذا ما تقدمه مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية. * ماذا يعنى لك تقليد رئيس تحرير هذه المجلة على المستوى الشخصي والمهني وكذلك الاجتماعي على اعتبار انك صحفية اماراتية؟ - يعني لي ذلك الكثير. وقد لا تكفي صفحات الجريدة لأعبر عما يعنيه هذا التكليف لي. سأكتفي بان اخبركم بما ارد به على اصدقائي عندما يسألوني عن ذلك بالقول: لقد كسبت دنيتي وديني. على صعيد العمل لا يوجد اكثر متعة من العمل في هذا الوسط العلمي والمعرفي، وعلى الصعيد الديني لا تمر علي معلومة شاردة او واردة عبر صفحات المجلة الا وتكون دافعاً لي لذكر الله والتسبيح له. فسبحان الله تعالى الذي علم الإنسان ما لم يعلم. ورغم كل ذلك لم نؤتَ من العلم إلا قليلاً. أما على الصعيد المهني فهي خبرة جديدة تماماً، بدون مبالغة خبرة دولية كوني اتعامل مباشرة مع الجمعية الوطنية الجغرافية في واشنطن وهي مؤسسة ضخمة وعريقة وإضافة مختلفة ومميزة في سيرتي المهنية. وفي الجانب الاجتماعي فلم يحدث اي تغيير فما زلت أنا السعد وصديقاتي كما هن لم يتغير شيء والحمد لله.. واسعد أوقاتي تلك التي انشغل فيها بالقراءة أو المكوث مع والديّ وإخواني وصغارهم.