العنوان مقتبس من كلمة قالتها لي إحداهن في موقف ما زلت أتذكره، ولكن قبل الحديث عن ذلك الموقف دعوني أُشر إلى أهمية عامل الدعم والتحفيز الايجابي الذي يعتبر بوابة من بوابات النجاح التي ترفع من سقف التوقع وتحط من خوف الفشل، حتى أنها قد تشكل طريقا آخر ذا مفترق صحيح للشخص الذي يحمل هم التوجيه ويرغب أن تكون حوله يد حنون تدفع به لكل ما هو صحيح وتساعده في التقدم وتحقيق ما يطمح إليه مهما كان صغيراً. لعلي أستند في هذه المقالة على الموقف الذي اعترضني منذ أيام حينما تواصلت معي إحدى خريجات قسم الصحافة والإعلام، بقصد الحصول على نصيحة أو فرصة بمعنى أصح، تستطيع من خلالها أن تقدم ما لديها وأن تنجح فيما تريد أن تحققه وبالمستوى الذي تجد نفسها قادرة على تقديمه، لا أخفيكم نبرة الحماس التي لمستها في صوتها من اتصالها الأول وحتى في أحرف رسائلها دفعتني لسؤالها هل لديك رغبة محفوفة بدعم أُسري أم هي رغبة نابعة عن إطار شخصي؟ لم تستوعب سؤالي في بادئ الأمر لكنني رجعت وسألتها بشكل آخر: هل هناك اعتراض من عائلتك على مزاولتك العمل الإعلامي سواء عن طريق الكتابة في الصحف أم الظهور على شاشة التلفاز أم حتى الانتساب للإعلام المسموع إن كنت فعلا تمتلكين نبرة الصوت التي تؤهلك؟. ردت حينها برد كنت أتوقعه بنسبة قد لا تتجاوز 50% وقالت لي وبتردد: «زوجي فقط من يعارضني، لأنه يرى أن الإعلام لن يثمر بحقه معي». قلت لها وماذا أيضا؟. أشارت هو يحبني صحيح، لكنه يريدني زوجة فقط لا أحلام ولا طموح حتى أنني أخبرته أن يجد لي فرصة أخرى بعيدة عن طموحي الإعلامي، قال: «بيتك أفضل من أي فرصة قد تعيق علاقة زواجنا». لم أتوقع منها تلك الصراحة وهي لا تعرفني حق المعرفة، ولكني وضعت نفسي مكانها؛ لأنها تحتاج أن تتكلم وتريد فعلا من يضع يده على حاجتها فتكلمت معي وأوضحت لي موقفها من سؤالي، حتى أنها عرضت علي بعضا من كتاباتها والتي أجد -رغم أنني لست محللة- أن كلماتها التي تكتبها يقع مضمونها في القلب قبل النظر، وتحمل أحرفا إن وجدت فرصتها ودُعمت وحُفت بالتحفيز فسترى النور. المهم رجعت إلى سؤالي السابق وقلت لها لعل زوجك له نظرة على تخصصك. قالت لي «ممكن يكون له نظرة! ولكني رأيته لي أبا بعد بُعدي عن عائلتي، ورأيته لي داعما بعد مشاركته حياتي، ورأيته لي موجها بعد أن أحببت تواجدي معه. لكني اكتشفت أنني لم أجد تلك الأشياء إلا في أحلامي، وواقعي يعكس ما أريد أن أحصل عليه منه، همه الوحيد هو البقاء على كنف توجيهه دون أن يأخذ بيدي حتى وإن كنت بنظرته مخطئة، لا أجد منه إلا الرفض دون الإقناع». للأمانة لم أستطع أن أساعدها لأن الأمر يبدو فعلا بيد زوجها وهي لا تستطيع أن تفعل شيئا حتى أنني سألتها ولم التواصل معي؟ فقالت على أمل أن أجد شيئا آخر قد يفيدني في تخصصي، وبعد أن نصحوني بالتواصل معك حتى وإن كان تطوعا بدون مقابل، وإن بعد عن تخصصي، المهم ألا أبقى حبيسة بنفسي ولا أجد أي مخرج قد يساعدني في عمل ما أريده. فأخبرتها حاولي مع زوجك أولا لعلك تجدين ما يقع في قلبه عليك فيلين جانبه ويرشدك لما تطمحين إليه، لأنني لن أتمكن من مساعدتك في كل الأحوال، فالأمر بيدك أنت وليس أنا. فقالت وكلها يأس وخنقة «لا أتمنى إلا رسالة لزوجي يدعمني فيها ويوجهني ويساعدني حتى أقف على عتبة طريقي ويكون لي ظلاً وأكون له سنداً». بعض مما دار بيننا ولكنه الأهم في نظري ولا أريد أن أقف موقف تحيز لأني لا أعلم تحديدا ما مبررات زوجها الاقناعية، لكني على يقين بأن فرصة الحوار إذا كانت محفوفة بإقناع ستؤدي إلى نتيجة، وفرض الرأي دون إقناع قد يكون سببا رئيسيا في التوجه الخطأ، ولا أتكلم تحديدا عن مشكلة هذه الخريجة ربما هناك قصص مشابهة لا نعرفها ولا نُصدقها حتى، خاصة وأننا الآن بدأنا نثق بمفهوم العمل وبدأنا نلاحظ أزواجا همهم الوحيد المشاركة بتقدير له كزوج ولها أيضا كزوجة شريكة في حياته، وعن نفسي أرى ذلك واضحا مع زميلاتي في المجال أو ممن أحب أن أقرأ مسيرتهن العملية والعلمية وليس فقط في المجال الصحفي بل في كل المجالات التنموية في الوطن. ومضة: «كن لها تكن لك».