في حياتنا العديد من الهفوات ومن أهمها الإهمال في الروابط الاجتماعية، فهي قابلة للخلل عند أول مطب من مطبات الحياة، وكأن ما بيننا للأسف شيء عابر. وقد بعث لي أحد الأصدقاء تفاصيل هذه التجربة الإنسانية التي خاضها بنفسه، فيقول: سبق لي أن اتخذت من صديقي (صابر) موقفا عدوانيا، فكان صابر صديقا مميزا حتى اسمه كان مميزا بين الأصدقاء، عقد صابر العزم على تطبيق الآية الكريمة التي جاء فيها: «وَتَعَاوَنُواْ عَلَى لْبرِّ وَلتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى لإِثْمِ وَلْعُدْوَانِ» واستفسر عن مكاني فأتى إلى المنزل الذي كنت فيه، ودخل المجلس الذي كان آنذاك مكتظا بالرفاق وأنا ضمنهم، ولكني لم أسلم عليه وتركت المجلس ومضيت، وبعد ساعة تقريبا دق جوالي وحين استقبلت المكالمة سمعت صوتا يقول: معك عمليات الطوارئ (الفلانية) لقد أصيب المدعو صابر في حادث مروري، وبناء على طلبه لحضورك يرجى التوجه إلينا فورا!! ذهبت إلى المستشفى بهلع شديد فوجدته مستلقيا على السرير الأبيض وكانت عيناه مفتوحتين، وناديت عليه ولم يرد، لقد مات صابر، فابتلعت ريقي بصعوبة، لكن شعرت وكأنني أبتلع شوكا، وأدركت أن يدي الآن عرفت حنان الإخاء ولكن بعد ماذا؟! بعد فوات الأوان، وتفجرت عواطفي في الوقت الضائع، وفعلا إن القاطرة تسبق أحيانا بعض الراكبين.