تشن «الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية» «آيكان»، التي فازت أمس الجمعة بجائزة نوبل للسلام للعام 2017 حملة مثابرة لحظر الأسلحة النووية وتدميرها مع ازدياد التهديد، الذي تمثله مقارنة بالعقود الماضية. وتدق المنظمة، التي تضم مئات المنظمات الانسانية والبيئية والحقوقية والسلمية والداعية الى التنمية في مئات الدول ناقوس الخطر منذ عشر سنوات للمطالبة ب«القضاء» على الاسلحة النووية. تمكنت المنظمة بفضل هذه الحملة من تحقيق انتصار مهم في يوليو الماضي عندما وقعت نحو 50 دولة في الأممالمتحدة معاهدة لحظر السلاح الذري. غلا أن أبعاد المعاهدة لا تزال رمزية؛ بسبب مقاطعة القوى النووية التسع العظمى لها وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية وهي تملك ما مجمله 15 ألف سلاح نووي تقريبا. علاوة على ذلك، فإن تأثير المعاهدة لا يزال محدودا في الوقت الحالي إذ لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد مصادقة 50 دولة عليها. وصرحت بياتريس فين مديرة «آيكان»: «عملنا لن ينتهي طالما لا تزال هناك أسلحة نووية». واعتبرت فين أن التصعيد الأخير بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية حول برنامج بيونج يانج النووي هو «علامة إنذار»، مضيفة: إن «الأسلحة النووية يمكن أن تؤدي إلى نهاية العالم». أُسست «آيكان»رسميا في فيينا في 2007 على هامش المؤتمر الدولي لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وكسبت تأييد ناشطين من مختلف أنحاء العالم ومشاهير. وتتخذ المنظمة مقرا لها بالقرب من الأممالمتحدة في جنيف ومن بين مؤيديها رئيس أساقفة جنوب افريقيا وحائز جائزة نوبل للسلام ديسموند توتو وعازف الجاز هيربي هانكوك والدالاي لاما. في الوقت الذي كانت فيه جهود مكافحة الاسلحة النووية مشتتة، نجحت المنظمة في جمع مختلف الناشطين حول هدف مشترك وهو حظر الاسلحة النووية والقضاء عليها على غرار ما حصل مع الاسلحة البيولوجية والالغام الارضية. وتكللت هذه الجهود بالنجاح في يوليو مع تبني 122 دولة معاهدة جديدة تحظر الاسلحة النووية رغم المعارضة الشديدة للولايات المتحدة وقوى نووية أخرى. وقالت فين ان «نقطة الانطلاق» تلك كانت «نجاحا تاريخيا فعليا»،. تقول «آيكان» ان القوى النووية ليست وحدها المعنية بهذه المسائل اذ هناك برأيها خمس دول اوروبية تضم اسلحة نووية امريكية بموجب اتفاق للشراكة النووية في اطار حلف شمال الاطلسي. وتضيف ان اكثر من عشرين دولة تؤكد انها تعتمد في الحفاظ على أمنها على الاسلحة النووية الامريكية. يضاف الى ذلك دول تملك مفاعلات نووية يمكن تحويلها من النشاط السلمي من أجل انتاج الاسلحة. لكن المنظمة تحذر من ان اي استخدام للاسلحة النووية ستكون له عواقب كارثية يمكن ان تشل حركة المنظمات الانسانية. وحذرت على موقعها «ان انفجار قنبلة ذرية في مدينة كبيرة يمكن ان يقتل الملايين وسيؤدي استخدام عشرات او مئات هذه القنابل الى تغيير جذري في مناخ العالم ما سيؤدي الى مجاعة عامة». كما يلفت الناشطون الى ان البرامج المخصصة للاسلحة النووية تحصل على حصص من النفقات العامة يمكن ان تخصص للضمان الاجتماعي والتعليم ومساعدة المنكوبين وغيرها من الخدمات الاساسية. وتقول المنظمة، التي يتم تمويلها من جهات واهبة خاصة ومن الاتحاد الاوروبي ودول مثل النرويج وسويسرا والمانيا والفاتيكان: إن الدول النووية التسع الكبرى تخصص أكثر من 105 مليارات دولار سنويا لتطوير ترساناتها النووية.