نالت منظمة «الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية» (آيكان)، جائزة نوبل للسلام لعام 2017، تكريماً للجهود التي تبذلها منذ تأسيسها عام 2007 للتخلص من أسلحة الدمار الشامل التي تشكل محور توترات دولية شديدة مع إيرانوكوريا الشمالية. وسبق أن كافأت لجنة نوبل مرات جهودَ نزع السلاح النووي، ومنحت جائزة نوبل للسلام إلى المنشق السوفياتي أندريه ساخاروف عام 1975، ورابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية في 1985، وجوزف روتبلات وحركة باغواش الداعية إلى السلام في 1995، والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها حينها محمد البرادعي في 2005. وعملت «آيكان» التي تشكل تحالفاً لمنظمات غير حكومية دولية على تبني معاهدة دولية تاريخية لحظر السلاح الذري وقعتها 122 دولة في تموز (يوليو) الماضي. لكن تطبيق بنود المعاهدة التي تنص على حظر تطوير السلاح النووي وتخزينه والتهديد باستخدامه، يبقى رمزياً بعدما رفضت القوى النووية التسع الانضمام إليها، وندد الحلف الأطلسي (ناتو) بها في ظل «التهديد الخطير الذي تمثله كوريا الشمالية». وصرحت رئيسة لجنة جائزة نوبل النروجية بيريت رايس أندرسون، بأن الجائزة «تكافئ تنبيه آيكان العالم إلى التبعات الكارثية لأي استخدام للسلاح النووي، وجهودها السبّاقة من أجل التوصل إلى معاهدة لحظر هذه الأسلحة، في وقت نعيش في عالم أصبح خطر استخدامها فيه أكبر بكثير مما كان عليه قبل فترة طويلة، في ظل تطوير دول ترسانتها النووية وتزوُّد عدد أكبر منها بسلاح نووي، كما هي حال كوريا الشمالية». ودعت رئيسة لجنة نوبل القوى النووية إلى بدء «محادثات جدية» من أجل إزالة ترساناتها التي تضم حوالى 15 ألف قطعة في العالم، ب «طريقة تدريجية ومتوازنة تخضع لمراقبة دقيقة»، مشيرة إلى أن «لجنة نوبل تحرص على تأكيد ضرورة مشاركة الدول التي تملك أسلحة نووية في المراحل المقبلة للتوصل إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية». وفيما سيُعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل 15 الشهر الجاري أمام الكونغرس، موقفه من الاتفاق النووي التاريخي الموقع مع إيران في 2015، مع ترجيح مسؤولين انسحابه من الاتفاق، أكدت أندرسون أن «الجائزة ليست موجهة ضد أحد». لكن مديرة آيكان، بياتريس فين صرحت بأن «إدارة الرئيس الأميركي عامل يُبرز أخطار الأسلحة النووية». وأضافت: «انتخاب ترامب يشعر عدداً كبيراً من الناس بقلق من كونه يستطيع وحده أن يسمح باستخدام أسلحة نووية، في وقت يميل إلى عدم الإصغاء إلى الخبراء». وأكدت فين أنه «لا يمكن ائتمان أحد على السلاح النووي»، مشككة في مفهوم الردع النووي. وتساءلت إذا كان الناس في الدول التي تملك أسلحة نووية، ومن بينها كوريا الشمالية، «يشعرون بأمان فعلاً». ودعت فين العالم إلى التحرك «الآن» لحظر هذه الأسلحة. وقالت: «نعيش أجواء من التوتر الدولي الشديد قد تؤدي فيه الخطب النارية بسهولة وفي شكل لا يمكن تفاديه إلى فظائع لا يمكن وصفها»، في إشارة إلى التراشق الشديد بالاتهامات والشتائم بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعد التجربة النووية السادسة لبيونغيانغ في 3 أيلول (سبتمبر) الماضي، وإطلاقها صواريخ. والأحد الماضي اعتبر ترامب، الذي هدد كوريا الشمالية ب «دمار شامل»، المفاوضات مع بيونغيانغ «مضيعة للوقت». وأعلن الكرملين أنه «يحترم» قرار لجنة نوبل، مجدداً الالتزام بسياسة حظر انتشار الأسلحة النووية. وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف: «روسيا عضو مسؤول في نادي القوى النووية، وموقفنا معروف على صعيد ضرورة تحقيق المساواة النووية التي لا بديل منها من أجل الاستقرار والأمن الإقليميين». وأشادت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، التي كانت بين المرشحين لنيل الجائزة، بمنحها إلى «آيكان»، وقالت: «نتقاسم التزاماً قوياً بالتوصل إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية».