انطلق في العاصمة الفرنسية باريس مؤتمر تحت عنوان «قطر.. كواليس أزمات الشرق الأوسط»، الذي يمثل باكورة مؤتمرات مركز دراسات الشرق الأوسط، الذي جرى تدشينه في العاصمة الفرنسية منذ أسبوعين. ويشارك في المؤتمر عدد من السياسيين الفرنسيين والباحثين، من أبرزهم، رولان دوما، وزير خارجية فرنسا الأسبق، وفرانسوا أسلينو المرشح الرئاسي السابق، وعبدالرحيم علي، رئيس المركز ورئيس مجلس الإدارة وغيرهم. وستتناول الندوة عددا من الموضوعات من بينها التمويل الذي تقدمه الدوحة للإرهاب وكيفية التصدي لذلك، وكذلك تناقش الامتيازات الممنوحة لقطر من قبل فرنسا والأدوار التي تبحث الدوحة عنها في فرنسا عن طريق الرياضة. وسيتحدث فرانسوا أسلينو عن «امتيازات قطر في فرنسا وتدخلها في السياسة الفرنسية». تاريخ ومخاطر وتقدم في مؤتمر باريس«قطر.. كواليس أزمات الشرق الأوسط» ورقة يتناول فيها أستاذ القانون والمدير الإقليمي في التّجمع القومي الديمقراطي الموحّد في فرنسا إيلي حاتم «مدى فعالية الوسائل القانونية في محاربة تمويل قطر للإرهاب»، ويعرض الكاتب الفرنسي بيار بيرتولي «قائمة الإرهابيين المحميين من قطر». ويجيب الدكتور علي راتسبين رئيس المعهد الجيوبيتيكى في جامعة باريس، عن سؤال «كيف استطاعت إمارة تفتقر لمؤهلات جيوسياسية أن تتحول إلى بلد طموح؟». ويتحدث رولان دوما عن «قطروفرنسا: القليل من التاريخ والكثير من المخاطر». أما جورج مالبرونو الصحفي في «لوفيغارو» فيتناول تجربة اختطافه من قبل تنظيم داعش الإرهابي في العراق ويوضح كيف نظمت الدوحة عمليات الاختطاف ودفع الفدية. ويشير الكاتب يوسف شكير إلى «تدخل قطر الخطير في الشؤون الليبية» ويتطرق إيريك شامبال إلى استثمار قطر في الرياضة. صنيعة قطرية من جانبه، قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط د.عبدالرحيم علي: إن بعض التنظيمات الإرهابية صنيعة قطر تدعمها بالأموال والدعم الإعلامي غير المحدود. وأضاف خلال مؤتمر فضح إرهاب الدوحة«قطر... كواليس أزمات الشرق الأوسط»: إن الدوحة استخدمت الأموال الضخمة وآلة الدمار الإعلامية، وقامت بتسليح الجماعات الإرهابية من أجل عدم استقرار المنطقة العربية. وتابع: إن الجماعات المتطرفة تمارس أعمال العنف لتحقيق أهداف سياسية إستراتيجية وأن على العالم أجمع أن يحارب تلك الجماعات. تسريبات ويكيليكس وفي السياق، تتوالى الفضائح تلو الفضائح لدويلة قطر، التي تستغل أموالها في السيطرة على المجتمعات، كما هو الحاصل في العاصمة الفرنسية باريس، والتي أصبحت مؤسساتها مهلهلة لصالح الدوحة، هذا باعتراف تقارير وتحقيقات الصحافة الفرنسية، التي أكدت كذلك أن قطر تغري المسؤولين الفرنسيين برشاوى كبيرة، لتحقيق تلك الأهداف الخبيثة، على حساب المجتمع الفرنسي. وليست الصحافة الفرنسية فحسب هي التي فضحت تلك الأهداف والتحركات لقطر، في استغلال المسؤولين الفرنسيين، في مقابل القيام بتسهيلات لها على حساب المؤسسات الفرنسية، وإنما جاءت وثائق ويكيليكس لتثبت تلك الاتهامات بالوثائق والأدلة. وفضحت وثيقة نشرها موقع الوثائق المسربة ويكيليكس مخطط قطر المشبوه الرامي إلى السيطرة على الاقتصاد الفرنسي، عبر ضخ أكبر قدر من الأموال في الاستثمارات بالسوق الفرنسي للسيطرة والضغط على مؤسسات الدولة الفرنسية. وتشير الوثيقة المسربة التي يرجع تاريخها إلى 5 يناير 2012، إلى أن قطر تشارك بنسب متفاوتة في العديد من القطاعات الاقتصادية الفرنسية، وأوضحت أن استثمارات قطر في فرنسا بلغت 7.6% في نهاية العام 2012. اختراق شركات وبينت الوثيقة التي سربها «ويكيليكس» أن قطر تشارك بنسبة 7.6% من أسهم شركة «لاغاردير»، وتسعى إلى توسيع أسهمها أكثر من ذلك، خاصة وأن عائلة فرنسية تسيطر على نسبة 10.1% من أسهم الشركة، وأنه وفقاً للتقرير السنوي الذي أصدرته شركة «لاغاردير»، فإن استثمارات صندوق قطر السيادي في فرنسا بلغت 7.6% في نهاية العام 2012. وزادت قطر من استثماراتها في فرنسا خلال العام ذاته، بعد أن اشترت نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم، كما استحوذت قناة «bein Sports» القطرية على حقوق بث بطولة دوري أبطال أوروبا لمدة 3 أعوام. وتسعى قطر إلى السيطرة على شركة سوسيتيه الفرنسية، وفق وثائق «ويكيليكس» على الرغم من أن «لارجادير» الرئيس الحالي للشركة يعتبر حليفا ودودا لقطر، إلا أن الدوحة لا تضع مثل هذه الاعتبارات في الحسبان.