رفضت حكومة كردستان طلب رئيس الحكومة العراقية بتسليم مطاري أربيل والسليمانية لبغداد وقبلت وجود مراقبين من المركز. فيما صوت أكثر من أربعة ملايين كردي على استفتاء استقلال الإقليم من العراق، وقال 92% منهم «نعم»، وفقا لما أعلنته مفوضية الانتخابات في مؤتمر صحفي أمس بالعاصمة أربيل من جانبه، رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاعتراف بنتيجة الاستفتاء الذي أجري يوم الاثنين، فيما فوضه البرلمان بنشر قوات عسكرية في المناطق المتنازع عليها مع الإقليم، واستعادة حقول كركوك الغنية بالنفط، بجانب طلب إغلاق القنصليات والممثليات الأجنبية في أربيل، وهو ما ينذر بمواجهة عسكرية محتملة بين الإقليم والمركز. جلسة استثنائية وقال العبادي خلال جلسة استثنائية للبرلمان العراقي: «إن موقف الحكومة ثابت بعدم التحاور بشأن نتائج الاستفتاء في كردستان مطلقا، سندافع عن المواطن الكردي كما ندافع عن التركماني والمسيحي والعربي، وأن الاعتداء على أي مواطن كردي هو اعتداء علينا جميعا». وأضاف العبادي: «نطالب الإقليم بإلغاء كل ما يترتب على الاستفتاء، وحذرنا من تداعياته ولا بد من إلغاء الاستفتاء»، وأضاف: «سنفرض حكم العراق في كل مناطق الإقليم بقوة الدستور، وأبلغنا قادة الإقليم أننا سنتخذ إجراءات في حال إجرائه، ويوم الجمعة آخر يوم لتسليم المطارات في الإقليم». وفي وقت سابق طلب العبادي من كردستان تسليم مطاري أربيل والسليمانية، وإلا فإنه سيأمر بوقف كل الرحلات الجوية الدولية المباشرة من وإلى كردستان العراق يوم الجمعة. لكن مولود مراد وزير النقل في كردستان العراق قال خلال مؤتمر صحفي في أربيل: إن إبقاء السيطرة على المطارين واستمرار الرحلات المباشرة إلى أربيل ضروري بالنسبة للسلطات الكردية وقوات الأمن في سياق قتالها ضد تنظيم داعش، وعبر عن أمله في حل المشكلة بحلول يوم الجمعة، مشيرا إلى أنها ستؤثر على اقتصاد كردستان. وقف الرحلات وأعلنت الخطوط الجوية المصرية واللبنانية والاردنية والتركية أمس الأربعاء انها ستعلق من الجمعة تسيير رحلاتها إلى كردستان العراق ومنه، بناء على طلب السلطات العراقية. من ناحيتها قالت هيئة الطيران المدني العراقية: إنها أبلغت شركات الطيران الأجنبية بوقف الرحلات إلى كردستان، والسماح فقط بالرحلات الداخلية. وكان العبادي قال الثلاثاء: «إن الرحلات ستتوقف ابتداء من الساعة الثالثة مساء الجمعة». في غضون ذلك، أفاد بيان صادر عن الجيش العراقي بأن وفدا عسكريا عراقيا توجه إلى إيران الأربعاء «لتنسيق الجهود والتعاون العسكري»، وهي زيارة يعتقد أنها تأتي في إطار إجراءات للرد على استفتاء استقلال المنطقة الكردية وفي السياق، حذرت وزارة الخارجية الروسية العراق والأكراد، الأربعاء، من اتخاذ أي خطوات قد تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط بعد الاستفتاء، وحثت الجانبين على إجراء محادثات للتوصل إلى حل في إطار دولة عراقية موحدة. وأشارت الوزارة في بيان إلى أن موسكو تحترم الطموحات الوطنية للأكراد لكنها تحبذ الحفاظ على وحدة العراق. بدورها حذرت فرنسا الإقليم من أن إعلان الاستقلال سيزعزع على الأرجح المنطقة، لكنها دعت الحكومة المركزية العراقية إلى منح الأكراد قدرا أكبر من الحكم الذاتي. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان لمحطة «بي إف إم» التلفزيونية: «الأمر المستحب اليوم هو دمج الأكراد العراقيين من خلال الحصول على أكبر قدر ممكن من الحكم الذاتي. تأييد الاستقلال وصرح مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان الثلاثاء: «إن الأكراد أيدوا الاستقلال في الاستفتاء الذي أجراه الإقليم أمس في شمال العراق رغم رفض حكومة بغداد ومعارضة دول الجوار وحلفائهم الأمريكيين». ويرى الأكراد استفتاء الإثنين خطوة تاريخية في مسعى على مدار أجيال لإقامة دولة مستقلة، في وقت تعتبر فيه بغداد أنه غير دستوري، خاصة وأنه لم يقتصر على المنطقة الكردية فقط؛ ولكن أجري في مناطق متنازع عليها تحت سيطرة الأكراد بشمال البلاد. ودعا برزاني الحكومة العراقية في كلمة تلفزيونية إلى الدخول في «حوار جاد بدلا من التهديد بمعاقبة حكومة الإقليم»، فيما استبعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عقد محادثات بشأن استقلال الأكراد وهددت تركيا بفرض حصار. وأفاد برزاني: «ربما نواجه مصاعب لكننا سنتغلب عليها»، ودعا القوى العالمية إلى احترام إرادة الملايين الذين صوتوا في الاستفتاء. ولم يخف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان غضبه ازاء زعيم الاقليم الذي مضى قدما في الاستفتاء رغم دعوات تركيا الى الغائه. وقال اردوغان الثلاثاء: «ان جميع الخيارات مطروحة على الطاولة»، في اشارة الى العمل العسكري، في حين بدأ الجيش التركي قبل اسبوع تمارين مشتركة مع قوات عراقية على الحدود. من ناحيته، تعهد نظام إيران زاعما أمس الأول، بالوقوف إلى جانب بغداد وأنقرة ضد نتيجة الاستفتاء، بعد يوم من خروج آلاف من الأكراد الإيرانيين في مسيرات تأييدا لهذا الاستفتاء. ونددت إيرانوالعراقوتركيا، وهي دول تسكنها أقليات كردية، بالاستفتاء باعتباره تهديدا للاستقرار في المنطقة التي تشهد عدة صراعات بالفعل بينما عبرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ثم لاحقا روسياوفرنسا عن قلق مماثل.