أعلن وزير الخارجية عادل الجبير أمس الخميس، أن حل الأزمة القطرية سيكون خليجياً. وقال إن هناك أدلة ووثائق تدين قطر. وأضاف من نيويورك على هامش جلسة نقاش مسك الخيرية بمنتدى بلومبيرج العالمي إن على قطر وقف دعمها للإرهاب والتطرف، ووقف خطاب الكراهية والتحريض والتدخل في شؤون الدول. كما شدد على أنه: «يجب على قطر الالتزام بمبدأ مكافحة الإرهاب». وكان أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلن الثلاثاء، أن حفظ السلم يمثل أولوية في السياسة الخارجية لدولته. وقال: إن العالم يعاني من غياب نظام لتطبيق أحكام القانون الدولي، فيما ادعى أن «الدول الأربع قد خططت لإخضاع قطر لوصاية شاملة»، وفق تعبيره. كما اعتبر الشيخ تميم أن الدوحة قد «عانت من حملة تحريض إعلامية شاملة، تم إعدادها مسبقاً»، مشيراً إلى أنه «لا توجد أي أدلة للاتهامات التي تم توجيهها إلى قطر». أدلة ترامب وقالت جينيفر جيكوبز، مراسلة «بلومبيرج » في البيت الأبيض، أمس الأول: إنها علمت أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، وخلال اللقاء الذي جمعه وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك، قام بمواجهته بالأدلة على أن الدوحة مازالت تشارك في أنشطة متعلقة بالإرهاب. وغردت جيكوبز على حسابها في «تويتر» قائلة: «ترمب غيّر تفكيره حول أزمة قطر خلال ال10 أيام الماضية. واطلع على معلومات تشير إلى استفادة إيران من طول الأزمة». وخلال اللقاء، نفى الرئيس ترمب تحذير المملكة العربية السعودية بشأن التحرك عسكرياً ضد قطر، إزاء مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (المملكة والإمارات ومصر والبحرين) للدوحة، منذ ما يزيد على الثلاثة أشهر. وتوقع ترمب التوصل لحل سريع لأزمة قطر مع الدول العربية. من جانبه، طلب أمير قطر من الرئيس الأمريكي التدخل بالوساطة لحل الأزمة القطرية، معرباً عن استعداده للحوار. شواهد جديدة وفي السياق، أكدت شواهد وأدلة جديدة تمويل قطر جماعات متطرفة، تحت عناوين العمل الخيري والهبات الإنسانية، والأنشطة الإغاثية، في وقت فتحت اللجنة الخيرية في بريطانيا تحقيقا بهذا الشأن، لم تنشر نتائجه. وكشف موقع «نيو أوروبا» أن الحكومة القطرية تمول مؤسسة خيرية مشبوهة، مقرها لندن، خضعت أعمالها للتدقيق في بلدان عدة، لارتباطها بالتطرف. وأوضح الموقع في تقريره، أن منظمة المعونة الإسلامية تلقت ما لا يقل عن مليون يورو منذ عام 2011 من الحكومة القطرية، أو من جمعيات خيرية تدعمها الدوحة. وكشف الموقع أيضا أن المفوضية الأوروبية منحت المنظمة نفسها 14 مليون يورو بين عامي 2011 و2014، مما فتح التساؤلات بشأن تدقيق المفوضية الأوروبية في أهداف الوجهة الممولة، قبل منحها مبلغا بهذا القدر. نهج قطري ويذكر أن تقرير سابق لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، كشف أن التبرعات والهبات ليست إلا نهج قطري لتمويل الإرهاب، إذ لفت إلى أن جزءا كبيرا من موارد داعش المالية تأتي مما يصفه التنظيم بالهبات. وأكد التقرير أن مواطنين قطريين من أبرز الممولين لداعش عبر جمعيات إنسانية وهمية، ومنظمات غير حكومية، مما سمح للتنظيم أن يحظى بين عامي 2013 و2014 ب40 مليون دولار على أقل تقدير. وتحت عباءة العمل الإنساني أغدقت مؤسسات قطرية، يفترض أنها خيرية، على تنظيم القاعدة أيضا بالمال. وسبق أن كشفت تقارير دولية عن الجمعية الخيرية القطرية، التي غيرت اسمها من «جمعية قطر الخيرية» إلى «قطر الخيرية»، بعد انكشاف تورطها في تمويل عمليات إرهابية للقاعدة، وورود اسمها في كثير من القضايا الجنائية المتعلقة بالإرهاب في الولاياتالمتحدة. وبالإضافة لذلك فقد كشفت أقوال مسؤول مالية القاعدة في ذلك الوقت، مدني الطيب، عن أن «قطر الخيرية» من المنظمات التي كان يعول عليها كثيرا زعيم القاعدة أسامة بن لادن كثيرا. صبر خليجي من جانبه، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة: إن مسألة 100 يوم من الأزمة مع قطر هي جزء من وضع صبرنا عليه طويلاً، مؤكدا أن خطاب الرئيس الأمريكي الذي تحدث فيه عن محاربة الإرهاب هو «عمود رئيس لموقفنا من دولة قطر». وانتقد الوزير البحريني في تصريحات بثها موقع وزارة الخارجية البحريني على تويتر، الخطاب الذي أدلى به أمير قطر في الأممالمتحدة، الذي «لم يأت فيه بجديد»، لكنه أوضح أن دول محاربة الإرهاب تطمح أن تكون قطر إلى جانبها في هذا الشأن. وحول خطاب أمير قطر في الأممالمتحدة، قال الوزير البحريني: «ما سمعنا من خطاب أمير قطر الموقف نفسه لم يأت بجديد في خطابه ونتطلع إلى أن تعود دولة قطر للموقف، الذي يجمعها مع أشقائها بالمنطقة». وأضاف: إن كشف كل الأمور أمام الرأي العام لا يفيد، لأنه سيفتح باب التأويل على مصراعيه. وشدد الشيخ خالد آل خليفة أنه وفي مجال محاربة الإرهاب «علاقتنا مع الولاياتالمتحدة عامل استراتيجي أساسي، في أزمة قطر مازالت الولاياتالمتحدة تدعم جهود أمير الكويت». توجيه بحريني وكشف الوزيرالبحريني أن في قطر 17 ألف بحريني مقيم يعملون في قطر «لم نمس حياتهم بشيء لأننا نعرف أن هناك علاقات أسرية وهناك أعمال وهناك حياة بشر». أضاف: «كذلك المواطنون القطريون لديهم أسر في البحرين ويأتون إلى البحرين فلم نغلق الباب في هذا الشأن وبالأخص الشأن الإنساني، وكان هذا توجيه جلالة الملك منذ اليوم الأول». وعبر وزير خارجية البحرين عن أمله في عودة قطر إلى مجتمعها. وقال: «نحن نرى أن مواجهتنا للإرهاب هو العمل الحقيقي، الذي يجب أن نكون فيه ونطمح أن تكون قطر إلى جانبنا في هذا الشيء». وفي الأزمة مع إيران، أوضح الوزير آل خليفة، أن مصدر الخلاف مع إيران هو الاستهداف والتآمر والتدريب والتهريب والتخريب ومحاولة الهيمنة على المنطقة.