إن المملكة العربية السعودية هي قاعدة الإسلام وحصن الإيمان ومعقل الدعوة، وقد شرفها الله- تعالى- بالولاية على الحرمين الشريفين، فقامت بما يجب خير قيام، دولة تلتزم منهج الإسلام في عقيدتها، وترسمه في شريعتها وسياستها، ومنذ اليوم الأول الذي وحد فيه الملك عبدالعزيز- رحمه الله- هذه البلاد وهي آمنة مطمئنة راسخة تحت راية واحدة موحدة الكلمة، مجتمعة الصف، وهذا الرسوخ واجتماع الكلمة ووحدة الصف أثار قلق المرجفين وحقد الحاقدين وأزعج نفوس أعدائنا، فطفقوا يكيدون المكائد لهذا البلد وأهله، مستخدمين خوارج العصر من داعش وغيرها، ممن انحرف فكرهم وتنكروا لوطنهم وأمتهم وخانوا الله ورسوله في بلدهم، فاتخذوهم مطية لتنفيذ مخططاتهم وتحقيق أهدافهم، وكان من إفرازات ذلك محاولة استهداف مقرين تابعين لوزارة الدفاع بالرياض، وهذا العمل الإجرامي الخبيث ينبئ عن بعد هؤلاء عن منهج الإسلام، وإنما منهجهم هو منهج أسلافهم من الخوارج الأوائل الذين قتلوا عثمان بن عفان- رضي الله عنه-، وهم بهذه التفجيرات والأعمال الإجرامية يشوهون صورة الإسلام، ويسيئون إلى الإسلام وأهله ويصُدُون عنه بأفعالهم الإجرامية التي الإسلام منها بريء كما أنهم يستهدفون وحدة هذه البلاد المباركة وخلخلة الصف وترويع الآمنين. والحمد لله الذي أمكن من رقابهم بفضله- سبحانه- ثم بفضل رجال الأمن المخلصين ويقظتهم وسبقهم الأمني. ولم يفلح الإرهاب في أي مكان من العالم في تحقيق أهدافه، بل إنه يورث عكس مقصود أصحابه، فقد قوي التماسك الشرعي والسياسي والاجتماعي وهذا ما تحقق لنا بفضل الله، فلقد قام مجتمعنا صفا واحدا منددا ومنكرا لهذه الأعمال الإجرامية والتفجيرات الآثمة، والواجب الشرعي علينا أن نستشعر مسؤوليتنا الكاملة الشرعية والوطنية تجاه أمن وطننا الغالي ووحدة صفه، وأن نكون على وعي تام وبصيرة نافذة في فقه ما يريده دعاة الفتنة والخوارج والأعداء من وراء هذه الأعمال التخريبية، وأن نكون جميعا يدا واحدة وصفا واحدا خلف قيادتنا وولي أمرنا، وأن نتعاون مع رجال أمننا ضد كل من يهدد وحدتنا وأمننا أو يريد المساس بلحمتنا وتماسكنا، والمواطن الصالح الواعي لن يسمح لحفنة من الشاذين الخوارج بتغيير قناعاته والتشكيك في مبادئه، وستظل المملكة العربية السعودية- بإذن الله- راسخة آمنة عزيزة مهيبة الجناب، ولنطمئن بإذن الله إلى وعي ولاة أمرنا ويقظتهم، فلدى هذا البلد بفضل الله من القوة والقدرات المادية والمعنوية ما يصد كل تطاول، ويقطع يد كل متربص للنيل من هذه البلاد. حفظ الله علينا أمننا واستقرارنا ووحدة صفنا وقيادتنا المباركة، ورد كيد أعدائنا في نحورهم. المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية