أكد مدير جمعية التنمية الأسرية بالأحساء المستشار التربوي د. خالد الحليبي، أن الإجازة التي قضاها الطلاب تعتبر طويلة، وطويلة جدا، وبعد عودة أولادنا للدراسة صباح اليوم الأحد، يفترض أن الابناء قد استثمروا هذه الإجازة فيما يعود عليهم بالنفع والتطوير، ومن الجميل أن تكون هناك جلسة لأولياء الأمور مع أبنائهم ليعدد كل واحد منهم مكتسباته منها، ولا بأس من ذكر الأمور التي يعدها خسائر، ويمكن تقويم الوالدين لما يطرح بأسلوب إيجابي تفاؤلي. وأضاف د. الحليبي: إنه يجب الحديث عن الأيام القادمة، ومحاولة وضع جدول توافقي بين جميع أفراد الأسرة، بحيث يكون التقاؤهم يوميا على معظم الوجبات، وجلسات التشاور والتربية، والعودة إلى المنزل والنوم في وقت متقارب، مشيرا إلى أنه ينبغي على الوالدين أن يقوما بتحبيب المدرسة والجامعة للأولاد ذكورا وإناثا، ومحو الصورة الذهنية التي قد تكون التصقت بهم لأي سبب، ومن أي مؤثر سواء من داخل المدرسة أو من خارجها، وذكر أبرز المكتسبات والنجاحات العليا التي يحصلون عليها من المدرسة، وأنها تمثل لهم المستقبل الزاهر بإذن الله تعالى. ونوه د. خالد بأن إحدى الدراسات أكدت أن التقدم الدراسي والتفوق يعود إلى ثلاثة أسباب مؤثرة.. أولها: الكفاءة الذاتية، وتمثل الذكاء والقدرة على الحفظ واسترجاع المعلومات، والتفكير المنطقي، والتحليل الجيد، وثانيها: انخفاض القلق تجاه ما يتعلق بالدراسة، ويتمثل في ما يسمى (الذكاء العاطفي) إدارة العواطف، والتحكم في المشاعر، وعدم الاستجابة للأوهام والتخويفات والتحبيطات مهما جاءت من أي شخص حتى ولو من المعلمين والمعلمات بل ولو جاء من الوالدين نفسيهما. والثالث: حب التعلم، وهي غرس هذه القيمة في نفوسهم، فمن أحب شيئا أقبل عليه، وسهل عليه. أما عن الطرق الأنسب؛ لمعالجة تغير مواعيد النوم خلال الإجازة، فقال د. خالد: إنه من أجل تغيير أوقات النوم التي اختلت في الإجازة فيمكن التدرج اليومي بتقليل ساعات النوم نهارا، وزيادتها ليلا، يوميا حتى نصل إلى الوقت المناسب لنوم الطالب وبدء الأجسام للتأقلم على الوضع الجديد. من جانبه، أشار طاهر الحارثي وهو وكيل إحدى الثانويات إلى أن أول يوم دراسي مهم جدا للطالب فهو بداية الانطلاقة الناجحة للعام الدراسي حيث يتعرف الطالب على خطة المنهج الدراسي وبعض التوجيهات اللازمة من إدارة المدرسة، واستلام الكتب ومعرفة الفصول والمعلمين وغيابه يعني العودة للكسل والتهاون. من جانبه، قال فيصل الشدي وهو معلم صفوف أولية: إنه يجب على المعلمين ألا يضيعوا أوقات الدراسة وأن يعملوا على تعزيز الميول وزرع الأفكار الإيجابية في نفوس الطلاب حتى يبدأوا عامهم الدراسي الجديد بحيوية ونشاط، مع أن استثمار طاقات الطلاب والطالبات بشكل جيد سيعزز من انطلاقة عام دراسي ناجح لهم بإذن الله. وقال غازي الرويشد وهو ولي أمر: «على الوالدين تهيئة ابنائهم نفسيا خصوصا بعد تمتعهم بإجازة طويلة، ربما تكون عائقا للطلاب والطالبات في التركيز الجيد مع انطلاق الأسبوع الأول من الدراسة، كما على الأسرة بشكل عام أن تغير من سلوكيات الأبناء التي اعتادوا عليها طوال الإجازة ومن أهمها ما يتعلق في النوم والسهر واستخدام الأجهزة الذكية والألعاب الالكترونية بصورة مفرطة. وأشار فرج المري وهو معلم وولي أمر إلى أنه لا بد من العمل على استرجاع معلومات الأبناء من خلال عمل برامج مشوقة تتعلق بالمنهج الدراسي للمرحلة السابقة وخصوصا ما يتعلق بالقراءة والكتابة، كما على المعلمين أن يحرصوا أشد الحرص على الساعات الأولى من العام الدراسي؛ لأنها ستعكس شخصية المعلم من أول يوم دراسي، وبالأخص معلم الصف الأول الابتدائي والأول المتوسط والأول الثانوي، لأنها المحطة الأولى لهم في مدارسهم الجديدة، وهذا يعود لمتابعة قادة المدارس للانضباط الدراسي من اليوم الأول للدراسة.