حب الظهور والبروز لدى الشباب بمظهر جميل ومتميز في العديد من الجوانب المختلفة أمام أعين الناس بلا شك مطلب محبب ومرغوب ولا يمكن أن ينكره أي من كان، كما انه يعكس الطبقة والمستوى الذي تعيشه أحيانا، لكن إذا تعدى حدود الواقع أو تجاوز استطاعة الفرد وقدرته تحولت تلك المظاهر إلى مشكلة لكونها مكلفة من الناحية المادية ومزيفة وكاذبة لا تعكس الواقع الاجتماعي والمادي الصحيح، ومع ذلك وللأسف انتشرت بين الشباب حب المظاهر الكاذبة في شتى المجالات دون مبرر، بل ربما من اجل التفاخر والمباهاة والانجراف نحو التقليد الأعمى بغض النظر عن الطبقة، التي ينتمون إليها أو الظروف المحيطة بهم. وحول هذا الموضوع تحدث ل«اليوم» في البداية محمد الحسين، وقال «استغرب من انتشار ظاهرة الاهتمام بالمظاهر والتفاخر بشكل لا يعكس الواقع الحقيقي للشخص، حيث أتذكر عندما قام احد أصدقائي باستئجار قاعة أفراح بمبلغ ضخم لإقامة حفل زواجه وهو لا يملك ربع المبلغ المطلوب، وعندما سألته عن سبب استئجاره لتلك القاعة رغم عدم قدرته برر ذلك بأنه سبق ان حضر إحدى المناسبات في تلك القاعة وأعجب بفخامتها وبأن الزواج مرة في العمر ويرغب في أن يتذكره كل مَنْ حضر من أقاربه وأصدقائه دون مبالاة بالخسائر التي تعدت استطاعته». أما الشاب احمد، فأوضح أنه اشترى سيارة فارهة بأكثر من مائتي ألف ريال على نظام الأقساط بعدما التحق بوظيفته مباشرة والسبب الذي دعاه إلى ذلك هو مجاراته لبعض زملائه، الذين يملكون نفس السيارة والتباهي بفخامتها -التي لا يملك ولو جزءاً من سعرها- عندما يصطحبهم فيها أو يزورهم عليها. وعلق احمد علي الصبيح حول موضوع الإسراف والمبالغة في إكرام الضيف الزائد عن حدِه المعقول، التي انتشرت من قبل كثير من الناس من اجل أن يقال لم يسبقه احد ولن يجاري بعده احد في كرمه وهو مع الأسف لا تتوافر لديه المادة، بل يستلف المبلغ في كل مرة يدعو فيها الضيوف وتعتبر المجاملة والمباهاة في الكرم أمام الآخرين بظروف مادية ضعيفة أمراً مرفوضاً لا يقبله أي عاقل. وأكد حمزة الحارثي أنه يعرف الكثير من زملائه يبخلون في توفير متطلبات أولادهم واحتياجاتهم المختلفة ليوفر من راتبه مبلغاً مناسباً يغطي تكاليف سفره السنوي إلى إحدى الدول أسوة بزملائه الميسورين، الذين ليسوا بأفضل منه في نظره، ويعتبر سفره على حساب مصروف أسرته تقليداً أعمى خاطئاً لا يناسب وضعه المادي. مطلق الروقي بدوره اكد أهمية غرس حب التواضع في المستلزمات وعدم التباهي بها. أما خالد الحربي فقال ان الاستعراض والمفاخرة بين الشباب كانت عواقبها وخيمة عليهم، خاصة ممن تحملوا تكاليف باهظة نظير شراء سيارات وكماليات غير ضرورية. وحذر صالح السديري الشباب من الانخداع بإعلانات البنوك والشركات التي تسهل لهم الاقتراض ثم توقعهم في أزمات مالية نظير شراء كماليات غير مهمة كسيارة فارهة أو السفر والإسراف فيه أو غيرها.