رغم ما طرحه أمير الكويت في مؤتمر صحفي جمعه مع الرئيس الأمريكي أثناء زيارته الرسمية للولايات المتحدة مؤخرا من انفراج وشيك للأزمة الخليجية، إلا أن تصريحات المسؤولين بالدوحة تنم عن استمرارية المكابرة وإعادة المنغومة المهترئة بمساس البنود التي جاءت في مطالبات الدول الداعية لمكافحة الارهاب بالسيادة القطرية، رغم أن تلك المطالب لا علاقة لها بخدش تلك السيادة أو الاضرار بها. ولا شك أن التزام الدوحة بما جاء بقمة الرياض من قرارات يمثل اضافة مهمة وحيوية لتلك المطالبات المشروعة، فالتخلي تماما عن دعم الإرهاب بأي شكل من أشكال الدعم يقوي وحدة كافة دول العالم لهزيمة ظاهرة الإرهاب واجتثاثها من جذورها، وهو التزام خرقته الدوحة بعد التوقيع عليه كما هو الحال في خرقها لأي التزام يدفع بها للتسليم بالحقائق الظاهرة. وارتماء الدوحة في أحضان الإرهاب يشكل تهديدًا صارخًا لأمن واستقرار دول مجلس التعاون ودول المنطقة. الوساطة الكويتية لحل الأزمة مع قطر تلقى ترحيبًا وارتياحًا من معظم الدول والأوساط السياسية شريطة أن تقترن بتجاوب فعلي من ساسة قطر للقبول بالمطالبات العقلانية التي تقدمت بها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، إلا أن هذا التجاوب لا يلوح في الأفق وفقا لتصرفات ساسة قطر الموغلة في الأخطاء، والتي تنم عن شكل من أشكال المراهقة السياسية الطائشة. مواصلة المراوغات السياسية المكشوفة التي تمارسها الدوحة هي سيدة الموقف ازاء الأزمة القائمة، ويتضح ذلك بجلاء من خلال تصريحات وزير الخارجية القطري في أعقاب المؤتمر الصحفي لأمير الكويت والرئيس الأمريكي، حيث راح يشدد على أن قطر لن تتحاور مع الدول الأربع إلا بعد وقف اجراءات المقاطعة، وتلك تصريحات لا تنم إلا عن مواصلة الدوحة مراوغاتها السياسية المشهودة والمعلنة. وتلك مناورة يستشف منها اصرار الدوحة على مواقفها المستمرة تنفيذا لمخططها الهادف لدعم وتمويل الإرهاب والجماعات المتطرفة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو مخطط يكرس المكابرة التي يبدو أن الدوحة غير مستعدة للتنازل عنها، وهي مكابرة تتضح عبر مختلف الممارسات الخاطئة التي تحاول بها القفز على المطالبات المشروعة والقفز على أي وساطة لتسوية الأزمة. ويبدو واضحا للعيان أن الدوحة مازالت تمارس مراوغاتها السياسية التي تمثل عثرة ازاء المواقف العقلانية لتسوية الأزمة بما فيها الموقف الكويتي، وتلك مراوغات تنم عن الاستمرار في السياسة الموغلة بدعم الإرهاب سياسيًا وماليًا واعلاميًا في وقت يتصدى العالم بأسره لتلك الظاهرة الشريرة ويعمل جاهدًا لاحتوائها وتصفية الإرهابيين في كل مكان لتنعم البشرية كلها بالأمن والاستقرار والسيادة.