رد فعل رئيسة ميانمار أون سان سوتشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، تجاه ما يحدث لأقلية الروهينجا من إبادة وتطهير في ميانمار مخيّب للآمال؛ هي الجملة التي خرجت على لسان الأمين السابق للجنة اختيار الفائزين بالجائزة الدولية، فيما يتوقع فرار عشرات الآلاف ممن لا يزالون في ولاية راخين تجاه بنجلاديش. وقال جير لوندستاد، الذي ترك منصبه عام 2014 وليس لديه رابط رسمي بلجنة نوبل النرويجية «أنا محبط للغاية إزاء موقفها من الروهينجا». وفرّ قرابة 300 ألف من الروهينجا، منذ 25 أغسطس، بعد تصاعد العنف في ولاية راخين، إلى مخيمات تغص باللاجئين في بنجلاديش وهم يعانون من نقص الغذاء والإرهاق، بعد إطلاق جيش ميانمار ما يصفه ب«عملية تطهير» ضد الروهينجا بولاية راخين، التي تضم أكثر من مليون مسلم، في ميانمار التي تسكنها أغلبية بوذية. وقال لوندستاد، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية «إنها ترى هذا الأمر كمسألة متعلقة بالإرهاب، ولم تبذل أي مجهود لإيجاد حل لهذه المسألة الصعبة للغاية». وذكر لوندستاد أنه بحسب قوانين مؤسسة جائزة نوبل، لا يمكن سحب جائزة نوبل التي حصلت عليها سوتشي عام 1991، التي منحت لها على أساس «نضالها السلمي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان» في ميانمار التي كان يحكمها الجيش. إلى ذلك، يعتقد أن عشرات الآلاف ممن لا يزالون في ولاية راخين هم في طريقهم إلى الفرار هربًا من حرق القرى وحملات الجيش وممارسات عصابات إثنية، يتهمها لاجئو الروهينجا بمهاجمة المدنيين ومحاصرتهم في الهضاب بدون طعام وماء ومأوى ورعاية طبية. وطالبت بنجلاديش بورما بوقف الهجرة عبر تأمين «منطقة آمنة» داخل البلاد للروهينجا النازحين. وتتعرّض أقلية الروهينجا المسلمة للتمييز في بورما ذات الغالبية البوذية، والتي تحرمهم من الجنسية وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنجلاديش، حتى ولو أنهم مقيمون في البلاد منذ عدة أجيال. وتؤكد المفوضية العليا للاجئين أن «الروهينجا أقلية مسلمة محرومة من الجنسية في بورما، حيث تعاني من التمييز والفقر المدقع منذ عقود عدة»، فيما تعتبر منظمات حقوقية أن ما يتعرّض له الروهينجا في بورما يندرج ضمن حملة ممنهجة لإخراجهم من البلاد. ورغم مرور عقود اتسمت بالقيود والاضطهادات، تعتبر هذه الأقلية المسلمة غريبة ومهمّشة في بورما ولم تلجأ إلى الكفاح المسلح إلا بعد هجمات أكتوبر 2016. ويطوق الجيش ولاية راخين منذ ذلك الحين ولا يمكن لأي صحافي مستقل الدخول إليها. وفرّ أكثر من 350 ألفا منذ أكتوبر حين أطلقت مجموعة متمردة هجمات ضد مراكز للشرطة البورمية. ويرزح قرابة 120 ألفًا في مخيمات بدائية للنازحين هربًا من أعمال عنف دينية اندلعت في 2012، فيما الباقون «محرومون من الحقوق الأساسية مثل حرية التنقل والعلم والعمل» بحسب المفوضية العليا. وقالت مقررة الأممالمتحدة الخاصة لحقوق الإنسان يانغي لي «قد يكون حوالي ألف شخص أو أكثر لقوا مصرعهم»، وأضافت «ربما القتلى من الجانبين لكن الغالبية الكبرى هم من الروهينجا». وفي مقابلة مع فرانس برس، قالت المقررة «إن سوتشي، لم تستخدم سلطاتها المعنوية للدفاع عن الروهينجا»، وأضافت «لا بد أن نمحو من ذاكرتنا صورة أسيرة الديموقراطية التي جسّدتها لسنوات».